البابا بندكتس يسارر البطريرك الراعي: "لبنان في قلبي، لبنان في صلاتي اليومية، لا أنسى لبنان."

وصل البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي،  إلى مطار بيروت الدولي عند الخامسة من عصر اليوم الثلاثاء 25 شباط 2014، آتيا من الفاتيكان، بعد زيارة استمرت نحو أسبوعين، التقى خلالها قداسة الحبر الأعظم البابا فرنسيس. كما شارك في اعمال الجمعية العمومية لمجمع التربية الكاثوليكية وفي اجتماعات مجمع الكرادلة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

وكان في استقبال صاحب الغبطة ، ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وزير العمل سجعان قزي، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، رئيس الرابطة المارونية سمير أبي اللمع، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، وعدد من المطارنة والشخصيات السياسية والعسكرية.

وقبيل مغادرته المطار متوجها الى الصرح البطريركي في بكركي، اجاب غبطته ردا على سؤال عما اذا كان موقفه الاخير من عملية تشكيل الحكومة والذي كان قد اعلنه قبل مغادرته الى روما هو الذي ساهم في تشكيلها :” نشكر الله أن الجميع عمل على ايجاد الحل، فنحن وجدنا أن كل اللبنانيين مرتاحون، إن كانوا في الداخل أم في الخارج، فاللبناني يعيش على عامل الارتياح”. وتمنى “النجاح والتوفيق لهذه الحكومة الجديدة في كل الامور”، آملا “أن تقوم بكل ما تستطيع القيام به لتلبي حاجات اللبنانيين وتطلعاتهم”.

وأضاف غبطته: “هم جميعا أتوا في هذه الهمة، وفي هذا المقصد. ويجب أن نعمل معهم، ونساندهم مع كل المجتمع اللبناني للوصول الى الاستحقاق الرئاسي ليصار إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والذي بقدومه ومعه ستتجدد كل حياة الوطن والمؤسسات والحكومة والبرلمان، ونشكر الله على أن هذه النتيجة وقد تحققت الآن بتشكيل الحكومة الجديدة”. 

ولدى وصوله الى الصرح البطريركي في بكركي رفع غبطته صلاة الشكر في كنيسة الصرح بحضور نيافة الكردينال صفير وعدد من المطارنة والكهنة والعلمانيين. والقى كلمة قال فيها: “رفعنا معاً صلاة الشّكر للربّ على الزّيارة إلى روما ذهاباً وإياباً وما تخلّلها من عطايا كبيرة من اللّه أوَّلها هذه الزّيارة الّتي كانت الغاية منها المشاركة في الجمعيّة العموميّة للتّربية الكاثوليكيّة لأربعة أيّام، تمّ التّدارس فيها حول أهميّة التّربية في مدارسنا الكاثوليكيّة وجامعاتنا والمدارس الإكليريكيّة والتّركيز على أهميّتها، لأنّها تصوغ شخصيّة المواطنين من أجل مجتمعٍ أفضل ووطن أفضل وعائلة أفضل.”

وتابع غبطته: “تُوّجت اللّقاءات مع قداسة البابا الّذي أعطانا مزيداً من التّوجيهات حول أهميّة المدرسة وهموم المدرسة الكاثوليكيّة والجامعة الكاثوليكيّة. وقداسة البابا شدد على دور الكهنة أبرشيّين ورهباناً، إذ ركّز تركيزاً كبيراً على تنشئة الّذين هم مدعوّون أن يكونوا أمام الشّعب مثالاً وقادة على مستوى الرّسالة الموكولة إليهم سواء في الحياة الكهنوتيّة أو الرّهبانيّة. وكانت الغاية الثّانية المشاركة مع مجلس الكرادلة الّذين أتوا من مختلف أنحاء العالم الّذين كانوا أكثر من 145 بحضور قداسة البابا ليومين كاملين، دارت الأحاديث حول قضايا ومشاكل العائلة الرّوحيّة والأخلاقيّة والإقتصاديّة والإجتماعيّة. وحضور قداسة البابا في هذه اللّقاءات ومداخلات الكرادلة أعطت صورة عامّة عن وضع البلدان. وأنا تحدّثت عن واقعها في لبنان والشّرق الأوسط. وكانت كلّها تحضيراً لسينودس الأساقفة الّذي سيجري في تشرين الأوّل.”

 وأضاف: “وكان الإحتفال بترقية الكرادلة ال19 الجدد مع قداسة البابا. كانت هذه مناسبات متعدّدة، وجرت لقاءات سريعة مع قداسته عن الهمّ الّذي يحمله في قلبه وصلاته للبنان والعراق وسوريا ومصر والشّرق الأوسط من أجل السّلام، وبنوع خاص يحمل همّ المسيحيّين لا من جهة عيشهم، بل من جهة رسالتهم خصوصاً اليوم، مع تنامي الحركات الأصوليّة المتطرّفة. ومطلوب من المسيحيّين شهادة للقيم الّتي تدور حول قيمة الإنسان والشّخص البشريّ. ثمّ كان لقاء جميل ربّما شاهدتموه عندما أتى قداسة البابا بنيدكتوس وحضر احتفال ترقية الكرادلة الجدد، وعندما سلّمت عليه، قال لي ثلاث مرّات: “لبنان في قلبي، لبنان في صلاتي اليومية، لا أنسى لبنان.” تكفي هذه الكلمات لكي ندرك أهميّة وطننا. وقد سئلَ سؤالاً أساسيّاً عن لبنان وأهميّته وعن دور المسيحيّين، وتوحيد رؤيتهم في هذا الظّرف الصّعب.”

وجدّد غبطته “التّهاني لفخامة رئيس الجمهوريّة والرّئيس تمّام سلام بشخص وزير العمل الأستاذ سجعان قزّي ممثّلاً فخامة الرّئيس ميشال سليمان، وحمّل الوزير قزّي لفخامة الرّئيس كلّ محبّة وتقدير وللرّئيس تمّام سلام ولكلّ الوزراء، وتمنّى للحكومة الجديدة النّجاح لتكون دائماً على مستوى تطلّعات اللّبنانيّين.”

وختم: “نشكر ربّنا على المطر، ونحن نصلّي لكي يمنّ علينا من عطاياه، قديمًا كان الشّعب يصلّي من أجل المطر والثّلج، وإذا عدنا إلى الكتاب المقدّس كان الربّ يقول: إحفظوا الأمانة معي، حافظوا على وصاياي، وأنا أُمطر عليكم المطر الغزير. كلّ منّا يتحمّل مسؤوليّته من مكانه، لأنّ لبنان يبنى بسواعد كلّ اللّبنانيّين على تنوّعهم وآرائهم وأفكارهم، فليحمي لنا الربّ لبنان، ليبقى في العالم العربيّ عنصر الإستقرار، والسلام، ولا ننسى كلمة البابا الطّوباوي يوحنّا بولس الثّاني أنّ لبنان أكثر من بلد، إنّه رسالة ونموذج. هذا يُعطينا المزيد من الرّجاء أن نسير إلى الأمام، وسيّدة لبنان الّتي كرّسنا لها وطننا، تحميه بيدها القديرة وتوجّهه إلى خير كلّ مواطن وخير لبنان.”  

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير