توجّه البابا فرنسيس صباح يوم الخميس 27 شباط بكلمة إلى أعضاء مجلس الأساقفة وأشار إلى أهمية اختيار الأسقف عبر استدعاء الروح القدس إذ مهمة المجلس الأساسية هي أن تتأكّد بأنّ اسم الأسقف هو قبل كل شيء مرضي عند الله قائلاً: “إنّ شعب الله بحاجة إلى راعٍ يملك صدرًا رحبًا. يريد رجل الله وليس رجل أعمال أو مديرًا إنما شخصًا يستطيع أن يرتفع إلى نظر الله لكي يقودنا إليه… يجب ألاّ نتغاضى عن حاجات الكنيسة المحلية التي علينا أن نلبّيها إذ لا يوجد معيار واحد للأسقف… بالنسبة إلينا، إنّ التحدي هو الدخول في وجهة نظر المسيح من خلال الأخذ بعين الإعتبار واقع كنائس معيّنة”.
وأضاف قائلاً: “علينا أن نرتفع عن تفضيلاتنا وتعاطفنا وانتماءاتنا لفهم بُعد أفق الله… علينا ألاّ نكون مشروطين باعتبارات صغيرة… عندما نقوم بتعيين أسقف معين، أريد أن أشعر بقوّة تمييزكم ومدى نضج قراركم. إنّ الروح الذي من خلاله تختارون، عليه أن يكون مملوءًا بالتواضع والهدوء والعمل باحتراف وخدمة وقداسة”.
“إنّ الأسقف هو شاهد للقائم من بين الأموات. خذوا الكنيسة الأولى عندما أرادت أن تختار رسولاً آخرًا بعد خيانة يهوذا. من دون هؤلاء الرسل الإثني عشر لا يمكن لأن يظهر ملء الروح القدس. يجب أن يتم اختيار الخليفة من بين من تبعوا يسوع منذ البداية وقاموا بمسيرة معه وهو من سيكون شاهدًا للقيامة بعد الاثني عشر. أساسًا، إنّ الأسقف هو من يقوم بتحديث كل ما عاشه يسوع وهو بالأخص من يعلم بأن يشهد لقيامة المسيح مع الكنيسة… لا يمكن أن يكون شاهدًا منعزلاً بل عليه أن يشهد مع الكنيسة… الأسقفية ليست حكراً عليه بل هي من أجل خدمة الكنيسة… من أجل الآخرين بالأخص من أجل هؤلاء الذين رفضهم المجتمع. من هنا، لكي نختار أسقفًا ما، لن يحتاج أحد إلى قدراته الثقافية والفكرية ولا حتى الرعوية… نحن بحاجة إلى شخص يشعّ بنزاهته، بقدرته على القيام بعلاقات سليمة…، لا يلقي بعيوبه على الآخرين فيصبح عاملاً مزعزعًا أمام الجماعة… قدراته الثقافية ستسمح له بالتحاور مع الناس ومع ثقافاتهم…. على كل هذه الميزات أن تكون الخطوة الأساسية من أجل الشهادة للمسيح القائم من بين الأموات”.
في الختام، طلب البابا: “أين يمكن أن نجد هؤلاء الأشخاص؟… أفكّر بالنبي صموئيل الذي ذهب ليبحث عن خلف لشاول مع العلم أنّ داود كان يرعى الغنم وبالرغم من كل ذلك طلب أن يحضروه. علينا نحن أيضًا أن ننزل على الأرض ونبحث عن شبان مثل داود. وأنا واثق من أنّ هؤلاء الأشخاص موجودون لأنّ الرب لا يترك كنيسته. لربما لم ننزل إلى الحقول لنبحث عنهم. أريد مجلس أساقفة يعيش هذا القلق المقدّس!”