“رافقوا كل من فشلوا في الحبّ ولا تدينوهم” هذا ما أكّده البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا أثناء القداس الإلهي معلّقًا على إنجيل اليوم مركّزًا على جمال الزواج ومحذّرًا من عدم إدانة من فشلوا في حبّهم. وكرّر إنّ المسيح هو عريس الكنيسة وبالتالي لا يمكن فهم الواحد من دون الآخر.
اغتنم البابا فرنسيس اليوم فرصة قراءة إنجيل مرقس 10: 1-12 من أجل أن يتحدّث عن جمال سرّ الزواج مشيرًا إلى “مشكلة الطلاق التي طرحها الفريسي أمام يسوع بأسلوب معتاد: “هل يحلّ أم لا؟” وتختبىء الأفخاخ دائمًا وراء هذا النوع من الأسئلة. أفخاخ ضد الناس وضدنا وضد الله، دائمًا! “هل يحلّ للزوج أن يطلّق امرأته؟” ويجيبهم يسوع: “بماذا أوصاكم موسى؟” ردّهم إلى أساس المشكلة ليجيبهم في النهاية إلى بدء الخليقة: “جعلهما الله ذكرًا وأنثى. ولذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته. ويصير الاثنان جسدًا واحدًا فلا يكونان بعد ذلك اثنين، بل جسد واحد”.
وتابع البابا: “الرب يشير إلى تحفة الخلق حين خلق تحديدًا الرجل والمرأة، ولم يرد للرجل أن يبقى وحده بل خلق له رفيقةً تسير معه الدرب. إنها لحظة شعرية عندما يلتقي آدم بحواء: إنها بداية الحب عندما يسيران جنبًا إلى جنب ويصبحان جسدًا واحدًا”. وفسّر البابا بأنّ هذه التحفة التي قام بها الله لم تنتهي هناك عند الخلق فحسب إذ الرب اختار هذه الأيقونة ليفسّر المحبّة التي يكنّها هو لشعبه. وكان يحدّث شعبه بكلمات محبة عندما يرى أنّ شعبه لم يكن وفيًا معه”.
وقال البابا: “إنّ الرب استعمل هذا الحب من تحفة الخلق ليفسّر الحب التي يكنّه لشعبه. لننظر إلى بولس عندما أراد أن يفسّر لغز المسيح كيف سمّى الكنيسة بأنها عروس المسيح وهو العريس لأنّ المسيح قد تزوّج الكنيسة تمامًا مثلما الله تزوّج شعب إسرائيل. هذه قصة الحب هي قصة تحفة الخلق! وكم من المرّات نعاني الألم من الحب فعندما يترك الرجل أباه وأمه ليلزم امرأته ليصبحان جسدًا واحدًا يفشل في بعض الأحيان لذا علينا ألاّ نعيّر هؤلاء الناس الذين فشلوا في مسيرة الحب وألاّ ندينهم بل أن نسير معهم ونرافقهم”.
وكرّر البابا مرّة أخرى فكرة جمال الحبّ والزواج قائلاً: “كم هي جميلة مسيرة الزواج المسيحي، الله بارك تحفة الخلق، بركة لم تُمحَ أبدًا، حتى الخطيئة الأصلية لم تستطع أن تدمّرها! أنظروا إلى جمال الزواج وجمال العائلة، كم هي جميلة هذه العملية وكيف نحبّ وكم علينا أن نحترم إخوتنا وأخواتنا الذين فشلوا في الحبّ” مشيرًا في النهاية إلى “جمال الحب الذي يكنّه المسيح لعروسه الكنيسة” مستشهدًا بالقديس بولس.
وختم قائلاً: “علينا أن نسهر ألاّ ينقص الحبّ! المسيح تزوّج الكنيسة! لا يمكنكم أن تفهموا المسيح من دون الكنيسة ولا يمكنكم أن تفهموا الكنيسة من دون المسيح! هذا هو سرّ تحفة الخلق. لنسأل الرب أن يمنحنا نعمة الفهم وألاّ نقع فريسة “أيحلّ أم لا يحلّ؟” مثل ما فعل الفريسيون”.