يهتم المعنيون حاليًا بدراسة الوسائل والاستراتيجيات التي ينبغي اتباعها لتدبير الـ “بروفايل” خصوصًا في وجه من يقصد هذه الصفحات الهامة لنشر التعليقات السخيفة والقليلة الأدب.
ولكن لماذا اهتمام البابا والفاتيكان بهذا الشأن؟ أليس هو “تشتتًا” عن الإنجيل؟
بالعكس تمامًا. يتوارد إلى ذهني ما قاله البابا بندكتس السادس عشر في إحدى رسائله ليوم الاتصالات الاجتماعية ومعناه: لو أن يسوع ولد في عصرنا، لكان استعمل وسائل الاتصال الحديثة. فوسائل الاتصال هي “أريوباج” العصر الحديث.
والفاتيكان يعلم جيدًا كم أن وسائل الاتصال الحديثة تشكل إمكانية رائعة للتواصل مع الشباب الباحثين عن معنى لحياتهم. والانترنت يشكل بيئة مزدوجة لأنه من ناحية يحمل أخطارًا كثيرًا، ولكن من ناحية أخرى يقدم إمكانيات ذهبية من اللقاء مع نعمة الله. ولذا من المستحسن أن يكون البابا حاضرًا مع جمهور الشباب والمؤمنين الذين لا يستطيعون أن يلتقوا به شخصيًا لأسباب عدة.
ويكفي أن نرى كيف أن أتباع البابا فرنسيس على تويتر قد تجاوزا 12 مليون شخصًا، وأن إعادة تغريد ما يكتبه يتجاوز حتى إعادة تغريد ما يقوله رئيس الولايات المتحدة الأميريكية باراك أوباما. ويبلغ إطار التفاعل مع تغريدات البابا نحو 60 مليون شخص، أي عدد سكان إيطاليا تقريبًا!
هذا ويصف رئيس المجلس الحبري للاتصالات الاجتماعية المونسينيور كلاوديو ماريا تشيلّي تغريدات البابا بـ “قطرة من الروحانية والرجاء” ويضيف: “يريد البابا أن يتحاور مع رجال ونساء عالم اليوم بلغة مفهومة ومتداولة”.
أما الكاردينال جانفرانكو رافازي، رئيس المجلس الحبري للثقافة فيتحدث عن أهمية تواجد الرعاة في العالم الرقمي إذ يقدم مثل اللغة الإيطالية وتفاعل الشباب فيقول: “اللغة الإيطالية تتكون من 150 ألف كلمة. شباب اليوم يستعملون منها على الأكثر ألف كلمة! لقد تبدل النموذج الأنتروبولوجي لدى ’بحارة الويب‘، وعلى الأسقف اليوم أن يعرف كيف يبحر في هذا الجو الجديد، وإلا كان خارجَ رسالته”.
ويسوع، سبق لغة التويت بتعابير وكلمات مقتضبة وصائبة مثل: “ملكوت الله قريب. توبوا وآمنوا بالإنجيل”. “أحبب قريبك كنفسك”، إلخ.