ذلك اليوم تعلمت أن أصلي

سُئل البابا بنديكتس السادس عشر يوماً كم طريقة صلاة يمكن أن نُحصي في العالم؟ فأجاب البابا:
يوجد ست مليارات طريقة صلاة، فلكل إنسان أسلوبه في إقامة الِصلة مع الرب…
عن عفوية صلاة القلب، نقل الأب دومينغو المعاون الأمين للقديس بيو في سنواته الإثني عشرة الأخيرة هذا الإختبار الروحي المؤثر :

Share this Entry

يوم عيده كان يزدحم الجمع حول المذبح حيث ترتفع صورة القديس بيلليغرينو. وسط الضوضاء أخذت امرأة ترتدي ثياباً رثة بمخاطبة القديس بصوت عال. كانت تحمل بين يديها كائناً صغيراً يبدو جامداً لا حركة له ولا شكل:” طيلة عمري،كرمتك ولم أتغيب يوماً عن المجيء الى عيدك،وضعت لك الشموع وحملت إليك الهدايا ووثقت بدعمك لي. تحدثت على الدوام في قريتي عنك و ها أنت تكافئني على هذا النحو!! تعلم أني وحيدة ولا مال لدي و أجدني مجدداً مع ولد دميم!! كيف علي أن أتصرف كي أربيه؟ألا يهمك أن تراني على هذا النحو عاجزة عن الإهتمام بهذا الولد؟هل أنت من سوف يستعطي لأجلي!؟أي صنف من القديسين أنت!؟
بدا الجميع معلقاً وواجماً لا يدري إذا ما كان عليه أن يشعر بالإنزعاج لأجل تلك المرأة أو لأجل ذلك القديس المسكين الذي تلقى تأنيباً… و أخذ صوتها يعلو أكثر تقطعه بزفرات مؤثرة: “أنت على ما يرام، لديك كل شىء، أنت في السماء!!!هذاسهل!إذا كانت هذه هي قداستك، أي أن تترك المساكين يقلعون شوكهم بأيدهم فأنت تخيب آمالي بك وتثير اشمئزازي!أنت تتبخر كالطاووس في اطار لوحتك و حين تحل المصيبة بأحدهم فأنت لا تحرك ساكناً ولا يرف لك جفن!مرحى! يا لهذا المثل الجميل من المحبة!آه كل تلك الصلوات التى تلوتها ….كم كنت غبية و كم تعبت من أجل لا شىء!
والآن ماذا تقول ؟أيه؟ لعلك تتوقع مني أن أعود الى قريتي مرنمة بحمدك؟” 
اختنق صوت الأم لفرط ما صرخت و بكت وتألمت ثم ها هي تنتفض بحركة إيمانية جريئة و تجرد ولدها الصغير من ثيابه الرثة وترفعه مثل ضحية أمام صورة القديس كأنما تشير إليه أنها لا تمزح!!ثم تضعه أمامه و هي تصرخ:”خذه، ها هو إحتفظ به أو أعده لي معافى!” و ابتعدت عن المذبح و هي مصممة على كسب قضيتها!!

في الكنيسة كان الصمت سيد الموقف… فجأة شرع الولد الدميم يدور بهدوء حول نفسه و يجهد للنهوض على ذراعيه الصغيرين و ركبتيه وهو الذي كان لتوه جامداً لا يأتي بحركة: استعادت أطرافه شكلاً عادياً!!! 
لا شيء يمكنه وقف الجلبة التي سادت المكان و ها هي أجراس الكنيسة تتمايل بضربات متواترة وفقاً للعادة حين تحدث معجزة للقديس بيلليغرينو. 
كان فرنسيسكو( الأب بيو) مضطرباً حتى أعماق نفسه من المشهد و سوف يروي تكراراً هذه الحادثة و تأثيرها عليه مضيفاً بشيءٍ من الوقار:
” ذلك اليوم تعلمت أن أصلي”

Share this Entry

أنطوانيت نمّور

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير