هكذا يفقد طابعة الروحي ومعه يفقد فائدته الروحية.. وليس الصوم هو الاكتفاء بمنع الجسد عن الطعام، فهذه ناحية سلبيه.
أما الناحية الإيجابية فتظهر في إعطاء الروح غذاءها للذين يصومون حقا، ففي أصوامهم يمارسون العمل روحي .
فمثــــــــلا: الصلاة، والتأمل، و القراءات الروحية، و التوبة والاعتراف ، مع أعمال الرحمة نحو المحتاجين ، هؤلاء تكون أصوامهم مرضية عند الرب ، فلا تكون ثقلا عليهم، بل فائدة لتغيير سلوكيات حياتهم .
أين شركة الروح القدس في الصوم؟! الصوم فرصة للصلاة، لأن صلاة واحدة تصليها في صومك، هي أعمق من مائة صلاة وأنت ممتلئ بالطعام وصوتك يهز الجبل!
الكتاب المقدس والكنيسة ، تعلمنا باستمرار ارتباط الصلاة بالصوم.
السيد المسيح لما تكلم عن إخراج الشياطين، قال “هذا الجنس لا يخرج إلا بالصلاة و الصوم” وهكذا ربط الصوم بالصلاة.
والأصوام المشهورة في الكتاب، مرتبطة أيضًا بالصلاة.
ففي صوم نحميا يقول “فلما سمعت هذا الكلام، جلست وبكيت، وصمت وصليت. وقلت” أيها الرب إله السماء.. لتكن أذنك مصغية وعيناك مفتوحتين، لتسمع صلاة عبدك الذي يصلي إليك الآن نهارا وليلا..” (نح 1: 4-6) وبدأ يعترف بخطايا الشعب، طالبًا الرحمة وتَدَخُّل الرب.
وصوم عزرا أيضًا كان مصحوبًا بالصلاة والصراع مع الله، بقوله: “أمل أذنك يا إلهي واسمع. أفتح عينيك وانظر ……… ليس لأجل برنا نطرح تضرعاتنا أمام وجهك، بل لأجل نفسك يا إلهي، لأن أسمك دعي علي مدينتك وعلي شعبك “(دا 9: 18،19). وصوم نينوى كانوا فيه ” يصرخون إلي الله بشدة” (يون 3:8). فاصرخوا إلي الرب خلال صومكم ، وارفعوا إليه قلوبًا منسحقة.
وثقوا ان الله يستجيب لصومك وصلواتكم الحارة ، وينتهر الرياح والأمواج، فيهدأ البحر. حقًا ما أعمق الصلوات، إن كانت في أيام مقدسة، ومن قلوب متذللة أمام الله بالصوم، ومتنقية بالتوبة، وكم يكون عمقها إن كانت مصحوبة أيضًا بقداسات وتناول. درب نفسك في الصوم علي محبة الصلاة والعِشرة مع الله.
المهم في صلاتك أن تعطي الله قلبك وفكرك.
ولا تحاول أن تريح ضميرك بشكليات، بمجموعة من التلاوات لا عمق فيها وليست حاجة من القلب، ثم تقول “أنا صمت وصليت”! فالرب يعاتب قائلا“هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عني بعيدًا” (مر 7: 6). إن الصلاة صلة، فاشعر أثناء صلاتك وصومك، أنك في صله مع الله.
فهل فترة صومك خصصتها للصلاة وللعمل الروحي؟
هل هي فترة صلاة وتأملات وقراءات روحية، وتخزين روحي، وتفرغ لله وعشرته؟ وهل صلواتك فيها أضعاف صلواتك في الأيام العادية. وأن لم تخصص فيها أكبر وقت لله، فهل خصصت له مشاعرك وعواطفك وتبت وتصالحت مع الرب؟
إن الصوم المصحوب بعشرة الله، يتحول إلي متعة روحية، وفرحة من القلب .
صـــــــلاة : صَفِّقي بالأَيْدي، يا جَميعَ الأُمَمِ، اهتِفي للهِ بِصَوْتِ الاِبْتِهاج. فَإِنَّ الرَّبَّ كُلِّيُّ العُلُوِّ رَهيبٌ،عَلى جَميعِ الأَرْضِ مَلِكٌ عَظيم.لأَِنَّ الآبَ السَّماوِيَّ الكُلِّيَّ القَداسَةِ، مَلِكَنا قَبْلَ كُلِّ الدُّهورِ،أَرْسَلَ ابنَهُ الحَبيبَ مِنَ العُلى، وَأَجْرَى الخَلاصَ في وَسَطِ الأَرْض. لِتَفْرَحِ السَّمَواتُ، وَلْتَبْتَهِجِ الأَرْضُ، وَلْيَهْتَزِّ البَحْرُ وَما فيهِ، وَلْتَسْعَدِ الحُقولُ وَكُلُّ ما فيها. . رَنِّموا لَهُ تَرْنيمَةً جَديدَةً، رَنِّمي للرَّبِّ، أَيَّتُها الأَرْضُ كُلُّها.لأَِنَّ الرَّبَّ عَظيمٌ وَجَديرٌ بالتَّسبيحِ الكَثيرِ،وَرَهيبٌ فَوْقَ جَميعِ الآلِهَة.قَدِّموا للرَّبِّ، يا قَبائِلَ الشُّعوبِ، قَدِّموا للرَّبِّ المَجْدَ وَالإِكرامَ،قَدِّموا للرَّبِّ مَجْدَ اسمِه.أُنبُذوا أَجسادَكُم، وَاحمِلوا صَليبَهُ المُقَدَّسَ، وَاتْبَعوه، حَتَّى النِّهايَةِ، وَصايَاهُ الكُلِّيَّةَ القَداسَة.فَلْتَهْتَزَّ الأَرْضُ كُلُّها أَمامَ وَجْهِهِ،قولوا بَيْنَ الأُمَمِ: ”مَلَكَ الرَّبُّ مِنْ عَلى الخَشَبَة“.وَصَعِدَ إِلى السَّمَواتِ، وَجَلَسَ عَنْ يَمينِ الآبِ، الكُلِّيِّ القَداسَةِ، في السَّمَوات.ارتَفِعْ، أَللَّهُمَّ، عَلى السَّمَواتِ، وَلْيَكُنْ مَجْدُكَ عَلى الأَرْضِ كُلِّها. وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ آتٍ، سَيأتي لِيَديْنَ العَدْل. ( مزامير. القديس فرنسيس الاسيزي )
*****
المسيح قام من بين الاموات وواطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور
كل عام وانتم بخير وسلام