يتخطّى الزمنُ إلى ما لانهاية ، فيصلُ إلى نقطة "صفر"

نقطة "فراغ - لاشيء - عدم" .

قبر جديد وُضع فيه يسوع .. بداية مطلقة كما رحم البتول المطلق النقاء .

يحثنا أن نقبل بفراغ القبر .. كي نكونَ نحن فيه أوّل المولودين من رَحِمه ِ

إلى سرّ الإيمان الحقيقي .فولادة الإيمان الحقّ .. هو ليس الفراغ فقط (لأنه فراغ ٌ) ؛ بل حضورُ القائم ذاته

في وجدان الرسل وكيانهم .

القبرُ الفارغ ، يدعونا أن لا نعبدَ فراغــــًا مطلقاً أبدا ... بل مسيحًا قائم  (كي نجلسَ نحنُ مكانه) ، أقامنا معهُ

هذه الذرّة من التراب (أنا - جسدي - كُلّي) مدعوٌ لانْ أجلس وأموت مع يسوع

كي أقوم في المسيح القائم المنتصر على الموت .

القبر الفارغ .. ليس دليلٌ على قيامة المسيح

لان في أقدم صيغة وردت في العهد الجديد (السنة 50) القديس بولس يؤكّد ان (الله أقام يسوع من بين الاموات) ... لا ذكرَ للقبر.

ترائيات القائم من القبر للرسل هي الدليل المهمّ والأقوى لولادة ايمانهم الحقيقي

وأيضا الصدى الذي أحدثه القائم في كيانهم .. لأنه (الصدى) أرجعهم الى حياته الأرضية (ضربَ حيواتهم من الداخل ) كاشفا لهم حقيقة الكتب والأسفار المقدسة ، وحقيقة الموت الخلاصيّ.

والدليل الأقوى على قيامة المسيح : أنّ المسيح هو ترائي الله الحيّ ذاته (إنه من عالم الله )

إذا ، سرّ القبر الفارغ هو حقيقةً لان الإيمان لا يولد ولا يكون حقيقيّا .. إلاّ بإختفاء يسوع عن الأنظار

" عندما رأوا التلاميذ يسوع القائم ، أكتشفوا لماذا وُجِدَ القبرُ فارغــــًا "

نور الفصح بحسب البابا بندكتس السادس عشر

فيما ننتظر في الكنيسة الذي يكتنفها سواد الظلمة أن يُضاء نور الفصح، لا بدّ لنا من أن نختبر الإدراك المعزّي بأن الله يعي تماماً الليل الذي يغلّفنا. وهو في الواقع قد أشعل نوره في قلب الكنيسة… إن الليل يسمح لنا أن نقدّر النور على حقيقته. إنه بريق وضياء يفتح أعيننا لنرى، ويدلّ على الطريق ويوجّه، ويساعدنا على التعرف على الآخرين وأنفسنا. إنه الدفء الذي يقوّي ويعطي الحركة؛ الدفء الذي يعزّي ويبعث البهجة والسرور. أخيراً، إنه الحياة، وتلك الشعلة الصغيرة المرتجفة هي صورة للسرّ الرائع الذي نسمّيه “الحياة” وهو يعتمد في الواقع كل الإعتماد على النور… لسنا في هذا الوقت نحتفل بالقيامة وحسب؛ بل إننا نُعطى أن نلقي عن بُعدٍ نظرة خاطفة إلى المجيء الثاني للرب الذي نتقدّم للقائه ومصابيحنا مشتعلة… وعلى نكهة الفرح التي تميّز الأعراس أن تطبع ليلتنا تلك المتلألئة بأنوار الشموع. كما علينا أن نطرح على أنفسنا هذا السؤال: “هل أكون واحداً من المدعوّين إلى الجلوس إلى مائدة الله؟ هل سيكفي الزيت سراجي ليضيء العرس الأبدي؟”. ولكن ربما يليق بنا أكثر كمسيحيين أن نطرح على أنفسنا الأسئلة المناسبة حول الحاضر. فالعالم مظلم بالفعل، ولكن شمعة واحدة يتيمة تكفي لتنير أحلك الظلمات. أوَلم يمنحنا الله شمعة في العماد ووسيلة لإضاءتها؟ علينا أن نكون على قدر رفيع من الشجاعة لنضيء السراج بصبرنا وثقتنا ومحبتنا. وبدل أن نتذمّر من الليل، هلمّ نجرؤ على إضاءة السراج الصغير الذي وهبَناه الله: إنه “نور المسيح! حمداً لله!”.