“المسيحيون المخدّرون لا يصنعون الخير للكنيسة” هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا قائلاً بإنه لا يجب التوقّف عند الشكليّات إنما على المسيحي أن يتغلّب على الكسل الروحي وأن يخاطر في إعلان الإنجيل.
ركّز البابا في عظته اليوم على مقطع من الإنجيل الذي يخبر عن لقاء يسوع برجل عليل مريض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة كان يقف عند البركة ينتظر الشفاء (يو 5: 1-16). وكان العليل يشتكي بأنّ ما من أحد يغطّيه في البركة عندما يفور الماء وكان ينزل قبله آخر. إنما يسوع بدّل الأفق وقال له: “إنهض” وهذا ما دفع بالفريسين لانتقاده إذ لا يجوز له أن يشفي يوم السبت.
“في هذه القصة، يمكننا أن نجد نوعين من المرضى الروحيين: أولاً، المريض الذي يشعر بالمرارة ويشتكي: “أنا أظنّ أنّه يوجد العديد من المسيحيين، الكثير من الكاثوليك: “نعم، أنا كاثوليكي إنما من لا أشعر بالحماس” حتى أنهم يشعرون بالمرارة. أنا أذهب إلى القداس يوم الأحد إنّما لا أتخالط مع أحد. كل واحد يهنأ في بيته”… وأشار بأنّ هؤلاء الأشخاص مصابون بمرض الكسل والملل وهذا ما يشلّ الحماسة الرسولية “فلا أحد يهتمّ لأن يخرج ليعلن الإنجيل! يعيشون التخدير!”
وتابع البابا: “إنّ التخدير هو اختبار سلبي وسرعان ما تصبح هذه الحالة كسلاً روحيًا. والكسل هو حزن. هؤلاء الأشخاص هم حزانى ونحن كمسيحيين نعاني هذا المرض. أنا أذهب إلى القداس يوم الأحد إنما أرجوك لا تزعجني”. وأشار إلى أنّ هؤلاء المسيحيين هم أنانيون لا يريدون إعطاء أشياء جديدة للآخرين عن يسوع.
وأضاف البابا: “ثم نجد خطيئة أخرى عندما يقوم يسوع بأعجوبة الشفاء فتمّ انتقاده لأنه شفى في يوم السبت. هذه خطيئة الشكليات: “إنهم المسيحيون الذين لا يفتحون مجالاً لنعمة الله وللحياة المسيحية بل يريدون دائمًا أن تكون الملفّات منظّمة حاصلين على كل الشهادات. هؤلاء هم المسيحيون المنافقون الذين لا يهتمّون سوى بأنّ هذا يوم السبت. هذا يوم السبت! لا، لا يمكنك القيام بالمعجزات، إنّ نعمة الله لا يمكنها أن تعمل يوم السبت. إنهم يغلقون الأبواب على نعمة الله! ونحن نملك الكثيرين منهم في الكنيسة”.
ثمّ ختم البابا مكررًا هاتين الخطيئتين: الأولى هي خطيئة الكسل التي يقع فيها الكثير من الناس فيكتفون بما لديهم ويقبعون في مصائبهم وأحزانهم ويغلقون الأبواب أمام نعمة الله. والثانية خطيئة الشكليات. “هاتين هما التجربيتين اللتين نواجههما إنما علينا أن نتعلّم كيف ندافع عن أنفسنا. وأمام كل هذه الأمراض الني نعانيها يسوع يأتي ليسأل كل واحد منا بكلّ بساطة: “أتريد أن تشفى؟” وبعد أن يمنحنا النعمة يقول لنا: “لقد تعافيت، فلا تعد إلى الخطيئة لئلاّ تصاب بأسوأ”.