Santo subito : تسعة أعوام على رحيل الطوباوي يوحنا بولس الثاني

كان مشهداً مهيبا جدا تجمع الآلاف من المصلين أغلبهم من الشبان في ساحة القديس بطرس يوم 2 نيسان 2005 لمرافقة البابا البالغ من العمر 84 عاما والصلاة معه في ساعات نزاعه الأخير.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كان الجميع يتطلع إلى نافذة الغرفة التى قضى فيها يوحنا بولس الثاني ساعاته الأخيرة . وما أن أعلن رسميا عن وفاته حتى بادرت الجموع إلى التصفيق : لقد انتهت معاناة هذا الرجل بعد صراع طويل مع المريض وحبرية طويلة دامت حوالي ال27 عاما لينتقل بعدها إلى أحضان الرب يسوع وأمه مريم , مريم التي كان البابا الجديد “مكرسا بكليته لها”  (1)

فكارول فويتيلا “الآتي من بلد بعيد” ورئيس أساقفة كراكوفيا الذي انتخب بابا بعمر 58 عاما ( 2)  شخصية لها كاريزما ( 3) سحرت  جموع المحتشدين في ساحة مار بطرس في 16 تشرين الاول 1978, العام الذي شهد فيه العالم ثلاثة بابوات (4 ) , مباشرة بعد العبارة الشهيرة ” أصبح لدينا بابا” وتلعثم الكردينال المتقدم بين الكرادلة-الشمامسة بلفظ اسمه وتساؤل الجماهير عن هوية اسقف روما الجديد الذي ما أن أطل من على الشرفة حتى خاطب بالإيطالية أبناء رعيته طالباً منهم أن يصححوا له أخطاءه اللغوية (5) ! . كانت تلك اللحظات القليلة كافية لكي يشعر الآخرين  وهو البولوني ( 6)  وكأنه واحد من أبناء روما الأصليين.

شخصية البابا الطوباوي وفترة حبريته غنيتان جدا لكني شخصيا أحب التوقف هنا  عند صورتين :

الأولى هي لحظة سقوطه بعد تعرضه للاغتيال والطلقات العديدة التي أطلقها عليه التركي علي أكجا يوم 13 أيار 1981. لقد كان البابا على حافة الموت ومعرفة سائقه بشوارع روما الصغيرة ساعدته في الوصول السريع إلى المشفى. سينسب البابا شفاءه العجائبي إلى شفاعة العذراء سيدة فاتيما التي يصادف عيدها يوم .. 13 أيار . لقد غفر البابا “لقاتله” فعلته وزاره في سجنه . من ذلك الغفران نفهم تلك الشفافية التي طلب بها الغفران عن خطايا الكنيسة فيما بعد.

الثانية هي صورته وهو  العجوز الذي أنهكه المرض لكنه كان يحمل عصا الحج إلى كل بلاد العالم مصليا وراكعا . السنوات التي أحنت ظهره وأظهرت ضعفه البدني أكسبته تعاطف العالم  وبالأخص الشبيبة التي وجدت فيه جدّاً تحب الإصغاء إليه بمحبة واحترام. أعرف شبانا عديدين كان اشتراكهم في أيام الشبيبة العالمية سببا لتلبيتهم نداء الدعوة الكهنوتية. إصراره على إكمال رسالته رغم ضعفه تعبير صارخ عن الكنيسة وما يجب أن تكون عليه : كنيسة لا تقوم بإقصاء الضعفاء من مرضى ومسنين .

آلاف عديدة من المؤمنين توافدت لوداع البابا الراحل. حمل بعضهم لافتات كتب عليها : “أعلنوا قداسته فورًا!” (7 )  .  لقد أقرت الكنيسة بحدوث معجزتي شفاء بشفاعة يوحنا بولس الثاني لكن أليس من الممكن أن يكون  إعلان القداسة في قداس يوم 27 نيسان المقبل (8) في نهاية الأمر  استجابة لمطلب “جماهيري”  لجموع رأت في شخص هذا البابا وسيرته قديسا حتى بدون انتظار معجزات ؟      

:::

(1) كان هذا شعار حبرته  Totus tuus ego sum, Maria

(2 ) ولد في 18 أيار 1920  في  Wadowice في بولونيا

(3 ) كان يملك مواهب عديدة فهو رياضي محب لتسلق الجبال وعمل في فريق تمثيل مسرحي ويحب الأدب والشعر .

(4) البابوات بولس السادس ويوحنا- بولس الاول ويوحنا-  بولس الثاني 

(5 ) وهو المتقن للغات عديدة

(6 ) هو أول بابا غير إيطالي منذ أدريانوس السادس في القرن السادس عشر   

(7) Santo subito    

(8 ) سيتم إعلان قداسة الطوباوي البابا يوحنا 23  أيضا 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Ibrahim Haskour

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير