احتفلت مدينة زحلة بذكرى شهدائها بقداس احتفالي دعا اليه مجلس اساقفة المدينة في مقام سيدة زحلة والبقاع، ترأسه سيادة المطران عصام يوحنا درويش بمشاركة لفيف من الكهنة وبحضور المطارنة: منصور حبيقة، بولس سفر، اندره حداد والأرشمندريت تيودور غندور ممثلاً المطران اسبيريدون خوري.
كما حضر القداس رئيس الكتلة الشعبية المهندس الياس سكاف، الوزير السابق غابي ليون،النائب السابق سليم عون، رئيس بلدية زحلة-المعلقة وتعنايل المهندس جوزف دياب المعلوف، رئيس الحركة التصحيحية في القوات اللبنانية حنا عتيق، جو اده، جوزف الزايك، المحامي ايلي اسود، رئيس اقليم زحلة الكتائبي رولان خزاقة،رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العميد فادي حداد، وممثلين عن التجمع الزحلي العام،التيار الوطني الحر، الوطنيين الأحرار، تيار المردة وحزب الإتحاد السرياني اضافة الى اهالي وعائلات الشهداء وجمهور غفير من المؤمنين.
وبعد الإنجيل المقدس الذي تلاه المطران منصور حبيقة، القى سيادة المطران بولس سفر عظة بالمناسبة قال فيها :” تجتمع زحلة اليوم تحت قبة هذا المقام المقدس المكرّس على اسم العذراء مريم لتصلي ولتتذكر أبناءها الشهداء الذين حموا حياضها بدمائهم، وصانوا أرضها بأرواحهم. إنهم أحباؤنا الشهداء الذين لولا تضحياتهم لما كانت زحلة على ما هي عليه اليوم ولما كنا مجتمعين في هذه المدينة المسيحية بامتياز. إن ذكرى أحبّتنا الشهداء هي وإن كانت تذكرنا بأيامٍ أليمة وأحزانٍ وأوجاع ولكنها أيضاً مدعاة فخر واعتزاز وعلامة فارقة لزحلة مربى الأسود والرجال التي تأبى الضيم وإن كانت مدينة السلام، إننا اليوم وإذ نحن نتذكر مرارة الأيام التي أودت بحياة هؤلاء الأبطال إلا أننا نشكر الله الذي أوصلنا إلى هذه الساعة”
وأضاف ” علينا أيها الأحباء أن لا نضيّع دم هؤلاء بالمهاترات والسجالات السياسية غير المجدية وبالأكثر علينا أن نحافظ على أرضنا لأن ما قدموه هؤلاء الأبطال من تضحيات لا ينبغي أن نتاجر بها اليوم وأخص بالذكر قضية بيع الأراضي لدى المسيحيين التي تصيب بالصميم قلوب هؤلاء الشهداء الذين ضحوا للحفاظ على هذه الأرض واشتروها بدمهم، فيجب أن لا نتاجر بما ورثناه من إرثٍ مسيحي وثقافي وفكري أو مادي سبق لأحبتنا أن استشهدوا من أجل الحفاظ عليه وقد كثر اليوم من يسمسر بأراضي المسيحيين من أجل أثمانٍ زهيدة تذهب قبض الريح. إن أرواح هؤلاء الشهداء تدعونا اليوم لنحافظ أكثر على مدينتنا على جمالها ورونقها وأصالتها بل وأيضاً على قدسيتها وكنائسها وأراضيها، ولن نقبل أن تُستباح أراضي زحلة من قبل من ليس للقيم اعتبارٍ عنده.”
وختم سفر عظته ” إن مجلس أساقفة زحلة والبقاع يصر على الحفاظ على أهمية هذا التاريخ المكرس لذكرى الأبطال الشهداء ويدعونا جميعاً لنحافظ على ذكراهم ليس بالصلاة والشعارات فقط بل بأفعالٍ تتجلى بوحدة وتضامن أهل زحلة تجاه كل ما يمكن أن يسيء إلى شموخها وعزتها وأصالتها. إن تضامننا الاجتماعي والروحي الزحلي يجب أن يطغى وأن يتجاوز حدود اختلافاتنا السياسية والمصالح الضيقة وليقبل الله في علياء سمائه أرواح هؤلاء الشهداء ويتقبل صلاتهم من أجل أبناء مدينة زحلة” .