بيان اجتماع المطارنة الموارنة بكركي – 2 نيسان 2014

في الثاني من شهر نيسان سنة 2014، عقد أصحابُ السيادة المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الكرسي البطريركي في بكركي، برئاسةِ صاحب الغبطة والنيافة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي الكلِّي الطوبى، ومشاركة صاحب الغبطة والنيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير، والرؤساء العامّين للرهبانيّات المارونيّة، وتدارسوا شؤونًا كنسيًّة ووطنية، وفي ختام الإجتماع أصدروا البيان التالي:

Share this Entry

   1. هنّأ الآباءُ صاحب الغبطة والنيافة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي على  بدء السنة الرابعة من خدمته البطريركيّة، وشكروا اللهَ معه على ما أَغدَق من نعم وخير على كنيستنا وشعبنا في لبنان والنطاق البطريركي وبلدان الانتشار، وعلى ما تمّ من إنجازاتٍ وترتيباتٍ في الكرسي البطريركي، وفقاً لتوصياتِ المجمع البطريركي الماروني، من أجل خدمةِ كنيستِنا بوجهٍ عام.

   2. يتقدّم الآباءُ مجدّداً من مجلس مطارنة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية وجميع أبنائها بتعازيهم الحارّة، بوفاة المثلّث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس زكا الأوّل عيواص، شاكرين الله على الخدمةِ الجليّة والغيرة اللّافتة التي ساس بها الكنيسة طوال حياته.  كما يتقدّمون بالتهنئة القلبيّة من صاحب الغبطة البطريرك مار اغناطيوس أَفرام الثاني كريم بانتخابه خلفاً للمثلّث الرحمات، سائلين الله أن يمنَّ عليه بنعمِه الغزيرة كي يكونَ الراعي الصالح للكنيسة السريانيّة الشقيقة في بلدان الشرق والعالم.

   3. يعبّر الآباءُ عن استنكارهم الشّديد لمحاولة الخطف التي تعرّض لها سيادةُ المطران سمعان عطالله مع مرافقِه، وعن شكرهم لله على سلامتهما، وهم يناشدون الحكومةَ والجيشَ اللّبناني وكلَّ القوى الأمنيّة أخذَ التدابير اللّازمة لإيقاف ظاهرة الخطف، والقبض على الخاطفين ومحاكمتهم ومَن وراءَهم ولوضع حدٍّ للفوضى الأمنيّة، وللمحافظةِ على كرامة المواطنين وسلامتِهم في كلّ المناطق اللّبنانيّة.

   4. يبدي الآباءُ ارتياحهم لبدء تنفيذ الخطّة الأمنيّة التي أقرّتها الحكومة في مدينة طرابلس، ويتمنّون أن تُعمّمَ على المناطق الساخنة الأخرى. وفيما يطالبون السياسيّين بدعمِ الجيش اللّبناني والقوى الأمنيّة من أجل إنجاح هذه الخطّة لخير المدينة وسائر المناطق، يؤكّدون لجميع المتقاتلين، أنّ تحوّلَهم أداةً لنقل الصراعات الخارجيّة إلى الداخل،  يشكّلُ سببًا للنيل من تاريخٍ طويلٍ من العيش المشترك الأخوي، وأنّ أيَّ ارتهانٍ للخارج، مهما كان رابحًا، فيه خسرانٌ أكيد لا يعوَّضُ لهم وللوطنِ وأهلِه.

   5. أعرب الآباءُ عن تقديرهم للمساعي التي بُذلت من أجلِ إطلاق سراح راهبات معلولا، وهم يتطلّعون برجاءٍ إلى مضاعفة الجهود في سبيل إطلاقِ المطرانَين المخطوفَين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي، والكهنة وسائرِ المخطوفين، ويأملون بأن تمتدَّ هذه المساعي لتشملَ المعتقَلين في السجون السوريّةِ أيضًا، لطيِّ صفحةٍ مؤلمة في تاريخِ العلاقة بين لبنان وسوريا. كما يأسفون لمسلسل التعدِّي على المقامات الدينيّة، والأمكنة الأثريّة في سوريا، وكأنَّ هذه الحرب تهدِفُ إلى محوِ آثارِ تاريخٍ حضاري طويل، شاركت في بنائه مكوّناتُ المجتمع السوري المتنّوعة.

   6. يتطلّعُ اللّبنانيّون بأملٍ إلى الحكومة الجديدة ويتمنَّون لها النجاح في المهمّةِ الدقيقة الملقاةِ على عاتقها، في هذه المرحلة الحسّاسة من تاريخ لبنان، التي تفترضُ تماسكًا وطنيًّا، ورسمًا لأهدافٍ واضحة وقرارتٍ مسؤولة، وعملاً دؤوباً لتأمينِ الخيرِ العام وخيرِ اللّبنانيّين جميعًا. ويؤلمُ الآباءَ الواقعُ المؤسف الذي يؤدّي إلى مظاهراتٍ وتعطيلِ عملِ المؤسّسات ومجرى الحياةِ العامّة، بسبب عدمِ إيجاد حلول مُرضية للجميع، وبخاصّة في مواضيع العنف الأُسري ضدَّ المرأة، وسلسلةِ الرتب والرواتب، والمُياومين في مؤسَّسة كهرباء لبنان وغيرهم. وهم يطالبون بإقرارِ مشروع قانون مساواة الطوائف حيال الضرائب في أسرع وقتٍ ممكن، ويأملون أن تأتيَ تشريعاتُ المجلس النيابي في هذه القضايا عادلةً ومنصفة.

   7. إنَّ دخولَ لبنان المهلةَ الدستورية لانتخابِ رئيسٍ جديدٍ للجمهورية، وعلى مسافةِ ستِّ سنواتٍ من الاحتفال بمرور مئةِ عامّ على قيامدولة لبنان الكبير، يحتِّمُ على الجميع التعاملَ مع هذا الاستحقاق بما يُمليه الدستور والميثاقُ الوطني، والتمسّكُ بالممارسة الديموقراطيّة السليمة وتداولُ السلطة. وعليه، يناشدُ الآباءُ القوى السياسيّة، وفي مقدّمها نوّابُ الأمّة، الإسراعَ في القيامِ بهذا الواجب الوطني ضمنَ المهلةِ الدستوريّة، واختيارَ رئيسٍ للبلاد قادرٍ وفاعلٍ، يكونُ، بفضل شخصيّتِه ومعرفتِه وخبرتِه وتجرّدِه، على مستوى التحدّياتِ الداخليّة والإقليميّة والدَّوليّة، لكي ينهضَ بلبنان ويبنيَ وحدتَه ويحمي سيادتَه ومؤسّساتِه.

   8. إنّ زمنَ الفصح هو زمنُ غلبةِ الحياة على الموت، وزمنُ انتصار نورِ الحقيقة على ظلامِ التاريخ البشري. وقيامةُ الربِّ يسوع تحملُ رجاءً كبيرًا بأنَّ الكلمةَ الأخيرة هي لله، كلمة تكسر قيودَ الحقد والضغينة والإجرام، وتفتحُ مستقبلاً هو مستقبلُ الغفرانِ والأخوّة والتضامن بين البشر. فأمام القبرِ الفارغ تنكشفُ عظمةُ الحبِّ الإلهي، وعظمةُ الإنسان التي أشهرَها المسيحُ على الصليب. في هذه المناسبة يدعو الآباء أبناءَهم إلى عيش الأسابيع الأخيرة من زمن الصوم بالصلاة والتقشف والتوبة، إستعداداً للإحتفال بعيدِ القيامة، عيدِ الفرح والمسامحة والسلام.  

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير