بمناسبة تسلم الهيئة الجديدة لمكتب اقليم زحلة في كاريتاس لبنان، ومع اطلاق حملة المشاركة السنوية تحت شعار ” سوا منعمل الفرق” ، اقيم قداس احتفالي في مقام سيدة زحلة والبقاع ترأسه المطران بولس سفر بحضور اساقفة مدينة زحلة ، ورئيس كاريتاس لبنان الأب بول كرم وحشد كبير من المسؤولين والفاعليات.
وبعد الإنجيل المقدس القى سيادة المطران عصام يوحنا درويش عظة بالمناسبة قال فيها :
” نجتمع اليوم في مقام السيدة العذراء مع السادة الأساقفة والآباء الأجلاء لنحتفل بالذبيحة الإلهية بدعوة كريمة من رابطة كاريتاس لبنان اقليم زحلة. وفي هذه القداس نذكر كل المحسنين إلى كاريتاس وكل العاملين والمتطوعين فيها الذين يعملون بصمت وخفاء ليحافظوا على كرامة الإنسان ويقدموا له العون الضروري ليعيش بكرامته.
أحييكم بمحبة وباسم ربنا يسوع المسيح المخلص، الذي جمعنا في هذا المساء حول
مائدته المقدسة والذي يملأ قلبنا فرحا ورجاء وسلاما.
باسم أصحاب السيادة أساقفة المدينة نعرب في هذه المناسبة عن شكرنا لرئيس كاريتاس السابق
الخوارسقف سيمون فضول ونتمنى له النجاح في مهمته الجديدة في أفريقيا، كما نرحب ونهنئ
الرئيس الجديد لكاريتاس لبنان حضرة الأب بول كرم.
نشكر ايضا رئيس كاريتاس البقاع الأوسط السابق الدكتور غسان معلوف وفريق عمله ونرحب بخلفة المهندس ايلي عطالله وفريق عمله وقد استلموا مسؤولية مكتب كاريتاس منذ أيام. نتمنى لهم النجاح في عملهم لمزيد من العطاء في خدمة الانسان المحتاج. كما أننا نشكر كل المتطوعين الذين يعملون في كاريتاس وفي كل المؤسسات الاجتماعية والخيرية في زحلة والبقاع.
إنّ عمل المحبّة هو عنصر أساسي في رسالة الكنيسة فلا تبشير ولا أنجلة جديدة بدون محبّة إذ أنّها من علامات وجود المسيح في عالمنا. فإيماننا ومحبتنا للناس يتماشيان معا وهما شهادتنا في محيطنا. فالإنجيل الذي نبشر به يجب أن يطال أولا الفقراء والمحتاجين وهذا هو عمل كاريتاس أن يصل المسؤولون إلى كل محتاج وفقير ومُهمل، إلى كل بيت يفتقد إلى الحنان والمحبة.
إن المسيحي ملزم بخدمة البشر أجمعين في سبيل بناء الإنسان بروح العدالة والمحبّة، وعليه أن يُقدم مساهمته في كافة المجالات. وقد وضع يسوع المسيح المبادئ الأولى لهذه الخدمة كما نقرأ في عظة التطويبات فقد علّم أن البشر أن يكونوا كلهم أخوة. ومن بعده عمل الرسل وآباء الكنيسة بوصية المسيح فكانوا يتقاسمون الخيرات ولم يكن بينهم محتاج “وكان لجمهور المؤمنين قلب واحد ونفس واحدة” (أعمال4/32).
إن دور الكاريتاسيين العمل دون كلل للمساواة بين الناس والى تحقيق العدالة الاجتماعية. فخيرات الأرض هي لجميع الناس وهي خصوصا ملك الفقراء. الكاريتاسيون هم رسل السلام يعملون ليتضامن الناس للدفاع عن كرامة الإنسان.
باسم الكنيسة أدعو جميع المؤمنين لتلتفتوا بسخاء إلى كاريتاس، خصوصا ونحن مازلنا في الصوم الكبير المقدس. إنها مناسبة جيدة لنفهم أن العطاء مع الإيمان هديتان أعطيتا لنا بدون أي فضل لنا، إنهما الهدية الأثمن التي علينا أن نشكر الله عليها باستمرار على منحها ايانا.”