وسط المتغيرات الكثيرة التي يعرفها اليوم الشرق الأوسط، يظهر كتاب هو عبارة عن مقابلة أجراها الصحفي “نيكولا سكوبيليتّي” مع غبطة البطريرك، مكون من 268 صفحة (15.50 يورو)، باللغة الإيطالية، وعنوانه: “القدس، عاصمة للإنسانيّة”. جرت طباعة هذا الكتاب في دار “سكولا” للنشر. وفيه يتحدث الينا غبطة البطريرك بكلّ أمانة وصدق، ويقدّم صورة تشمل التاريخ والواقع. ويتطرق غبطته كذلك خلال هذه المقابلة إلى مواضيع شتى، فيحدثنا عن كنيسة الجلجلة، ثم عن زيارة البابا لفلسطين واسرائيل والأردن وما ستتضمنه من أبعاد رعويّة ودبلوماسيّة، ثم يتحدث عن المشاكل التي يواجهها المسيحيون وعن مسألة الحريّة الدينيّة، والإيمان والسياسة، واعلان البشارة والثقافة، والتربية والسياسة، والأسلوب الذي به تم ويتم تطبيق توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني في الشرق الأوسط. ويتطرق بعد ذلك إلى أحوال الأراضي المُحتلّة، والأردن المجاور (بلد البطريرك الأصلي) ثم مسألة تحوّل الدين أحياناً إلى وسيلة أو أداة في يد اليهود والمسلمين…

وتتناول المقابلة كذلك موضوعات أخرى عديدة طرحها الصحفي سكوبيليتّي، وأجاب عليها غبطة البطريرك برحابة صدر. ومن هذه الموضوعات: حياة البطريرك الشخصية، والسنوات الطويلة التي قضاها في خدمة كنيسة تونس، وخبرته الدبلوماسيّة في هندورس ومصر، ثم في ألمانيا والبيرو، وأخيراً خبرته لفترة وجيزة في أمانة سرّ الدولة الفاتيكانية. وتتضمن المقابلة أيضاً حديثاً عن علاقة غبطة البطريرك بالأحبار الرومانيين الذين عرفهم، من بولس السادس إلى يوحنا بولس الثاني فبينيدكتوس السادس عشر وأخيراً فرنسيس.

هذا الكتاب هو مرجع مهم للغاية، لأنه يساعد من لديه الرغبة في ذلك، أن يفهم الكنيسة وواقعها اليوم في الأرض المقدسة، حيث دخل يسوع في تاريخ البشريّة، وحيث اجتهد نسل الجماعة المسيحية الأولى، منذ البداية، في عيش الإنجيل بأمانة على ثرى هذه الأرض المقدّسة.

زيارة البطريرك الراعي الى جنيف – الخميس 10 نيسان 2014

التقى البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي سفراء وممثلي البعثات العربية لدى مكتب الامم المتحدة في جنيف بدعوة من ممثلة لبنان المندوبة الدائمة لدى المنظمات الدولية السفيرة نجلا رياشي عساكر التي القت في بداية اللقاء كلمة رحبت فيها بغبطته والسفراء معتبرة ان زيارة البطريرك الراعي الى مكاتب الامم المتحدة تكتسب اهمية كبرى في هذه الظروف لانها جاءت لتضع الاصبع على جرح معاناة بلدان الشرق الاوسط. ثم قدم غبطته قراءة مسهبة عن الاوضاع في لبنان والبلدان العربية، مشدداً على أهمية وحدة الصف العربي والتعاون بين الدول خصوصًا في القضايا الاساسية المشتركة وللظهور بغير المشهد الذي يظهر به الشرق اليوم والذي لا يشبه حقيقة دوره ونموذجية التعايش والحوار بين الاديان داعيًا الى إحداث نهضة مشتركة تعيد الى العالم العربي بهاءه.