جذر الكلمة العبري-الأرامي يعني “خلّص، أنقذ” (وربما “مخلص”). فهي ترد في المزمور 118 في الآية 25 هكذا: “אָנָּא יְהוָה, הוֹשִׁיעָה נָּא; אָנָּא יְהוָה, הַצְלִיחָה נָּא” والطبعة الكاثوليكية تترجم هكذا: “إمنح الخلاص يا رب امنح إمنح النصر يا رب امنح “.
مع العهد الجديد، نرى تحولاً في استعمال الكلمة، فبدل استعمالها كنداء خلاص واستغاثة، تبدو كهتاف تسبيح وتبجيل في استقبال المسيح الملك الذي يدخل أورشليم.
ويعتبر بعض مفسري الكتاب المقدس، مثل جون بيبر أن التعبير يعني في العهد الجديد اعتراف بالخلاص الحاضر. فهوشعنا تعني بالتالي: “فلنفرح بالخلاص الحاضر هنا والآن”.
هوشعنا لم تعد نداء استغاثة، بل نداء فرح لأن العون حاضر هنا، لأن الرب يستجيب النداء وهو حاضر. هي تعبير عن الرجاء الذي ليس بعيدًا وراء الغيوم، بل هو هنا على الأبواب، هو ملكنا الذي يسير في وسطنا.
وعليه يمكننا أن نقول أن تعبير “هوشعنا في الأعالي” يعبّر عن رغبة الشعب بأن تتهلل حتى الأجواق السماوية بالخلاص الذي تجلى على الأرض.
فلنهتف هوشعنا اليوم أيضًا. فملكنا الوديع حاضر في ما بيننا، هو خلاصنا بسر موته وقيامته غلب الموت بالموت وببره كسر شوكة الخطيئة وبحضور ملأ كل حياة بشرية بمعنى إلهي.