أحيانا كثيرة نحن المسيحيين نجعل هيكلنا مغارة للصوص وموطئا للخطيئة ومكانا لعبادة الأوثان

عظة المطران عصام يوحنا درويش في أحد الشعانين 2014

Share this Entry

يعود الينا عيد الشعانين كل سنة ليحدثنا عن دخول يسوع الى أورشليم بصحبة تلاميذه وجمهور كبير من الحجاج القادمين من الجليل لزيارة المدينة المقدسة. هذا الصعود أراده يسوع أن يكون مقدمة وإعلانا لصعوده الى الجلجلة وأن يكون صعودا نحو الهيكل الذي “اختاره الرب ليحل فيه اسمه” (تثنية 14/23). أراد يسوع أن يكون مرة أخرى بيننا في الهيكل وأن يكون هو الهيكل الذي ندخل اليه

الهدف من صعوده أيضا هو الصعود الى الصليب أي الصعود إلى قمة الحب، الى حب الله اللامحدود كما قال يوحنا في انجيله “قبل عيد الفصح، كان يسوع يعلم بأن قد أتت ساعة انتقاله عن هذا العالم إلى أبيه، وكان قد أحب خاصته الذين في العالم، فبلغ به الحب لهم إلى أقصى حدوده” (يو13/1).

في هذه الأيام يدعونا الرب أن نصعد معه الى الهيكل والى جبل الله فهناك المكان المفضل لنلتقي الرب يسوع.

في انجيل اليوم أيضا وصف جميل لدخول يسوع الى اورشليم فقد احتشد الناس وتدافعوا ليلقوا التحية على يسوع ولم يجدوا أفض من كلمات المزمور 118 “احمدوا الرب لأنه صالح، هوشعنا في الأعالي، مبارك الآتي باسم الرب” (متى21/9).

ولكن ماذا وجد يسوع في الهيكل؟ بدل أن يكون المعبد مكانا للصلاة والتعبد والتأمل ولقاء مع الله، وجد باعة وصيارفة وحيوانات وتجارة وهذه كلها “عبادة الأوثان: كما يقول بولس الرسول(كولسي3/5)، أنتفض يسوع وصاح وقال لهم “بيتي بيت صلاة يدعى وأنتم جعلتموه مغارة لصوص” (متى21/13).

أحيانا كثيرة نحن المسيحيين نجعل هيكلنا مغارة للصوص وموطئا للخطيئة ومكانا لعبادة الأوثان، فالأصنام دخلت الى ايماننا والوثنية عادت من جديد الينا. فهل نحن على استعداد بأن نطرد هذه الأصنام من حياتنا، هل نسمح ليسوع الآتي الى هيكلنا بأن ينقي قلوبنا وينقي معبدنا ويطرد منا ومن كنيسته كل ما يعيق نقاوة هيكله؟ (الكلام في الكنيسة بعد القداس، بعد الإكليل والصعود للهيكل ..)

أناس كثيرون حولنا ويعيشون بيننا ومعنا يسألون عن الإيمان الحقيقي ويفتشون عن هيكل الله ليلتقوا به ويعبدوه. هل يجدون فينا الإيمان النقي ليفتح نور الله قلوبهم؟

القديس يوحنا ينهي انجيل اليوم بقوله أن الجمع أخذوا سعفَ النَّخلِ وخرَجوا لاستِقبالِه وهُم يصرُخونَ قائلين: “هوشَعنا، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الربِّ” والقديس متى يركز على الأولاد الذين حملوا السعف ليذكرنا بقول يسوع: كل من يريد أن يدخل ملكوت الله عليه أن يعود ويصير طفلا. وقد سبقنا هو فصار طفلا ليأتي الينا ويقودنا الى الآب.

حتى نلتقي الله علينا أن نعود أطفالا، أي أن نرى بقلبنا، ونلاقي الآخرين بقلب جديد لا بالأحكام المسبقة التي تعمي قلوبنا.

أيها الأصدقاء

في هذا الوقت الذي نحتفل به في دخول يسوع الى أورشليم، لنترك ذاتنا تنقاد الى الله لنتعلم منه كيف نكون أكثر إنسانية. نشكر الرب يسوع لأنه أعطانا نعمة السلام والمصالحة والتوبة.

فيا أيُّها المسيحُ الإله، لقد سَبَقْتَ فَرَسَمْتَ لنا قيامتَكَ الموقَّرة. لَمّا أَنهَضْتَ منَ القبرِ حبيبَكَ لعازر. فلذلك نحنُ شعبَكَ المحبوب. نُقَدِّمُ لكَ التَّسبيحَ مِنْ أَفواهٍ طاهرة. طالبينَ أنْ تُؤَهِّلَنا لمشاهَدَةِ آلامِكَ المقدَّسة. وقيامتِكَ المجيدة. آمين

Share this Entry

Issam John Darwich

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير