ننشر في ما يلي النص الكامل للعظة التي ألقاها البابا فرنسيس يوم أحد الشعانين في 13 نيسان 2014 من ساحة القديس بطرس والتي توجه فيها الى المؤمنين بعدة أسئلة حول مكانتهم أمام الرب الداخل في احتفال الى أورشليم وسيقاسي الآلام المرة ليفدي شعبه.
***
يبدأ هذا الأسبوع بموكب احتفالي تلوح فيه أغصان الزيتون: ترحب كل الجماهير بيسوع. الأطفال والشبان جميعًا يغنون يسوع ويسبحونه. ولكن يتخلل هذا الأسبوع سر موت يسوع وقيامته. لقد أصغينا الى آلام الرب. سيكون من المناسب إن سألنا أنفسنا سؤالًا واحدًا: من أنا؟ من أنا أمام ربي؟ من أنا أمام يسوع الذي يدخل باحتفال الى أورشليم؟ هل أنا قادر على التعبير عن فرحي وتمجيده؟ أم أُبعد نفسي منه؟ من أنا أمام يسوع المتألّم؟
لقد سمعنا أسماء كثيرة، أسماء كثيرة. مجموعة من القادة، بعض الكهنة والفريسيين ومعلّمي الشريعة الذين قرروا أن يقتلوه وكانوا ينتظرون الفرصة الملائمة للقبض عليه. هل أنا كواحد من هؤلاء؟
سمعنا أيضًا اسمًا آخر: يهوذا. ثلاثون قطعة من الفضة. هل أنا مثل يهوذا؟ سمعنا أسماء أخرى: التلاميذ الذين لم يفهموا شيئًا، الذين غرقوا في النوم عندما كان يسوع يتألّم. هل حياتي حياة سبات؟ أم أنا مثل الرسل الذين لم يفهموا ما معنى خيانة يسوع؟ هل أنا مثل ذاك التلميذ الذي أراد أن يحلّ كل شيء بالسيف؟ هل أنا مثلهم؟ هل أنا مثل يهوذا الذي يدّعي أنه يحبّ المعلّم فيقبّله ويسلمه؟ هل أنا خائن؟ هل أنا مثل المعلّمين الذين أقاموا المحاكمة بسرعة وبحثوا عن شهود زور؟ هل أنا مثلهم؟ وعندما أقوم بهذه الأشياء، إن كنت أقوم بها، هل أظنّ بأنني بهذه الطريقة أنقذ الشعب؟
هل أنا مثل بيلاطس؟ هل أغسل يديّ عندما أكون في موقف صعب ولا أتحمّل مسؤولياتي وأترك الناس يُحاكمون أم أُحاكمهم أنا؟
هل أنا مثل ذاك الحشد الذي لم يفهم إن كان يشارك في تجمّع ديني أم في محاكمة أم في سيرك فاختار براباس؟ بالنسبة إليهم الأمر سيان، فإذلال يسوع كان أمرًا مسليًّا أكثر.
هل أنا مثل الجنود الذين ضربوا الرب وأخلعوه ثيابه، وأهانوه واستمتعوا بذلك؟
هل أنا مثل سمعان القيرواني الذي كان عائدًا من العمل، مرهقًا، ولكنه ساعد يسوع على حمل الصليب؟
هل أنا مثل هؤلاء الذين مرّوا أمام الصليب وأخذوا يهزأون بيسوع ويقولون: “إن كنت شجاعًا جدًّا إنزل عن الصليب فنؤمن بك”.
هل أنا مثل النسوة الشجاعات اللواتي، على مثال مريم، كنّ متواجدات هناك يعانين بصمت؟
هل أنا مثل يوسف الرامي، التلميذ الخفي الذي حمل جسد يسوع بمحبة ليدفنه؟
هل أنا مثل المريمتين اللتين وقفتا أمام باب القبر تبكيان وتصليان؟
هل أنا مثل أولئك القادة الذين توجهوا في اليوم التالي عند بيلاطس ليقولوا له: “هذا الرجل قال بأنه سيقوم ثانية! لا يمكننا أن نسمح بخدعة أخرى!” وأحكموا إغلاق القبر للدفاع عن العقيدة كي لا تنبثق منه الحياة!
أين قلبي؟ من أشبه من بين هؤلاء الأشخاص؟ فليصحبنا هذا السؤال طوال هذا الأسبوع.
***
نقلته من الإيطالية الى العربية نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية