ركّز رئيس الأساقفة جانكارلو ماريا بريغانتيني رئيس لجنة المشاكل الاجتماعية والعمل والعدالة والسلام في مجلس الأساقفة الإيطاليين وهو معروف بجهوده لمحاربة المافيا على الرموز والمواقف التي “تعيد الابتسامة إلى درب الصليب” وهو من كان قد اختاره البابا فرنسيس لتحضير التأملات لهذه السنة.
تمحورت التأمّلات حول عنوان “وجه المسيح، وجه الإنسان” وشرح بأنّ “أمام وجه الإنسان المتألّم، ينطبع دائمًا وجه يسوع. كلما نظرتم إلى وجه الإنسان، تفهمون بأننا بحاجة إلى رؤية وجه يسوع. كلما قرأتم وجه يسوع، تجسّد وجهه في وجوه آلاف المتألمين في يومنا هذا”.
شدد على “القوة المذهلة التي نحصدها من درب الصليب”. شدد على أربع شخصيات كانت حاضرة أثناء درب الجلجلة تجلب “الابتسامة لدرب الصليب” وهي سمعان القيرواني وفيرونيكا ونساء أورشليم والعذراء مريم.
سمعان القيرواني هو من يحمل الصليب مع يسوع، رمز عالم الطواعية والتعاون. فيرونيكا هي “العذوبة المجانية” التي تمثّل كلّ ما يجري ليس من أجل الأخذ بل من أجل العطاء”. الشخصية الثالثة هي نساء أورشليم وقد كرّس لهنّ المونسنيور بريغانتيني قسمًا كبيرًا للتأمل وشدد على أنّ الموقف الحقيقي أمام هذا العذاب التي أظهرته النسوة لم يكن “الأسف الذي يسحق” إنما “الشفقة التي تُنضِج”: “إن المسيح لا يريد تأسّفًا، يريد أن يعاني في الكرامة… لا يحلّ الأوضاع من خلال “أنظر إلى ما حدث لهذا الفقير المسكين… بل من خلال هذه القوّة التي تتجذّر في ألم الآخرـ يتّحد به ويخلّصه”.
والشخصية الأخيرة التي ركّز عليها رئيس الأساقفة كانت مريم العذراء: “عناق مريم ليسوع حيث العذراء تقبّل ابنها الميت. لقد أشركتُ ألمها بألم الأمهات اللواتي فقدن ابنًا لهنّ جرّاء حادث أو جريمة مافياوية إنما يشعرن بأنّ ولدهنّ لم يُفقد طالما هو محبوب لأنّ الحبّ أقوى من الموت حسب ما يذكر في نشيد الأناشيد”.
تمنّى “أن كلّ من يقرأ هذه التأملات ألاّ يشعر بأنه تحت وطأة الصليب إنما فليكن هذا الصليب هديّة لقلب الجميع”. إنّ المونسنيور بريغانتيني يخصّص هذه التأمّلات على نية الوقائع الاجتماعية الحاصلة في جنوب إيطاليا: الأولاد الذين يقعون ضحايا المرض بسبب النفايات السامة والأوضاع السيئة التي يعيش فيها المساجين: “إنّ الأذى الأكبر الذي نعيشه اليوم هو مسألة البطالة، الأزمة المحفوفة بالمخاطر التي تلوّث الأجيال الجديدة”.