الفصح هو النصر الإلهي على الظلم والشر والخطيئة

ملخص تعليم الأربعاء للبابا فرنسيس من الفاتيكان

Share this Entry

أيها الإخوةُ والأخواتُ الأعزاء، تُقدِّمُ لنا الليتورجيةُ في مُنتَصَفِ أُسبُوعِ الآلامِ روايةَ خيانةِ يهوذا الذي ذَهَبَ إلى الأحبارِ ليُساوِمَ مَعَهُم كي يُسلِّمَهُم مُعلِّمَهُ. إِنَّ هذا العملَ المأساويَّ يَطبَعُ بدايةَ آلامِ المسيح، مسيرةٌ أليمةٌ يختارُها بحريّتِه المُطلقَة. بِالنَظَرِ إلى يسوعَ في آلامِه، نرى كَمَن يَنظُر في المِرآةِ آلامَ البشرية ونجِدُ الجوابَ الإلهيَّ على سرِّ الشرِّ والأَلَمِ والموت، فنتساءَل: “لماذا يسمحُ اللهُ بهذا؟”. نحنُ نتوقَّعُ من الله أن يتَغلَّب بقوَّتِه على الظُّلمِ والشرِّ والخطيئةِ والأَلم بانتصارٍ إلهيٍّ مُظفَّر. لكنَّ اللهَ يُظهِرُ لنا انتصارًا مُتواضعًا يبدو فشلاً بحَسَبِ منطِقِنا البشريّ. في الواقع، إنَّ ابنَ اللهِ يَظهَرُ على الصليبِ كرجُلٍ مهزومٍ، مُتألِّمٍ، مخذولٍ، مُهان ومِن ثَمَّ يموت. لكنَّ يسوعَ يسمحُ للشرِّ بأن يُطوِّقَهُ ليأخُذَهُ على عاتِقِهِ ويتَغلَّبَ عليه. فآلامَهُ لم تكُن مجرَّد حادِث، لأنَّه من خلالها تَظهَرُ عظمَةُ محبَّةِ اللهِ للبشريّة ولكلَّ فردٍ منا مِن أجلِ خلاصِنا. فيسوعُ قد اختارَ أن ينتَقلَ من هذه الحياة ويدعُونا لإتباعِهِ في مسيرةِ الإتِّضاعِ عينِها. لذا وعندما لا نَجِد، في بعضِ أوقاتِ حياتِنا، أيَّ مَخرَجٍ لصعُوباتِنا، أو نغرَقُ في الظلامِ الكثيف، نكونُ عندَها في الساعةِ التي نَختَبرُ فيها بأننا “أجسادٌ” ضعيفةٌ وخطأة، وفي هذه اللحظاتِ بالذات لا يجِبُ أن نُخفِيَ فَشَلنا وإِنما عَلينا أن نَنفَتِحَ بثقةٍ على الرجاءِ بالله، كما فَعَل يسوع. لنَتَحضَّر إذًا لعيشِ فُصحِ القيامة مُتيقنينَ بأنَّ المسيحَ، ابنُ الإنسانِ المُهان والمُتألّم، هو اللهُ الذي يُحبُّ الجميعَ ويَغفِرُ للجميع!

Share this Entry

Francesco NULL

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير