فدعا الكهنة بادئ ذي بدء لتذكر اليوم السعيد، يوم تأسيس سر الكهنوت ويوم السيامة الكهنوتية الشخصية.
وذكّر أن المسحة التي تلقوها من المسيح هي مسحة زيت الفرح والحبور، مشيرًا إلى أن “فرح الكاهن هو خير ثمين ليس له فقط بل لكل شعب الله المؤمن: “.
هذا وإن الكهنة يتلقون مسحة زيت الفرح لكي يمسحوا بدورهم الآخرين بهذا الفرح عينه.
ولكن من أين يأتي هذا الفرح؟
الجواب واضح: “منهل الفرح الكهنوتي هو حب الآب، والرب يريد أن يكون فرح هذا الحب “في وسطنا” وأن “يكون كاملاً” (يو 15، 11).
في هذا الإطار ذكّر البابا فرنسيس بدور مريم أم الإنجيل الحي، و “نبع فرح للصغار”.
وهنا تأمل البابا بمفارقات الحياة الكهنوتية فقال: “أعتقد أننا لا نبالغ إذا قلنا أن الكاهن هو شخص صغير جدًا: فعظمة الهبة التي لا تقاس والتي نلناها مع سر الدرجة تجعلنا من أصغر البشر. الكاهن هو أفقر البشر إذا لم يُغنه يسوع بفقره، وهو أقل الخدام منفعة إذا لم يدعه يسوع ليكون صديقه، وهو أجهل البشر إذا لم يعلمه يسوع بصبر مثل بطرس، وهو أضعف المسيحيين إذا لم يقوّه الراعي الصالح في وسط القطيع”.
ومن هنا خلص إلى القول: “ما من أحد أصغر من كاهن متروك لقواه الذاتية وحدها؛ لهذا فالصلاة التي تدافع عنا ضد مكائد الشرير هي صلاة أمنا: أنا كاهن لأنه نظر بطيبة إلى صغري (راجع لو 1، 48). وانطلاقًا من هذا الصغر نتلقى فرحنا. فرح صغرنا!”.