هل كان مصير يهوذا الهلاك الأبدي؟

تأمل واعظ الدار الرسولية في يوم الجمعة العظيمة (2)

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بعد أن شرح الأب كانتالامسا في تأمله اليوم ، يوم الجمعة العظيمة، أن “خيانة يهوذا تستمر في التاريخ والمُخان هو عينه دومًا، يسوع!” فيهوذا باع الرأس وأتباعه يبيعون جسده، لأن الفقراء هم أعضاء المسيح، ذكر بأن خيانة يهوذا ليست فقط الخيانات الضخمة والمسائل الكبيرة. فأن نفكر بهذا النوع يجعلنا نشعر بأننا أفضل من غيرنا. بينما بالحقيقة يجب أن نفكر بيهوذا الذي في كل منا.

وشرح أنه “يمكننا أن نخون يسوع لأجل مكافأة لا تكون الثلاثين دينارًا. يخون يسوع من يخون زوجته أو زوجه. يخون يسوع خادم الرب غير الأمين لالتزامه، والذي بدل أن يرعى القطيع يرعى نفسه. يخون يسوع كل من يخون ضميره. يمكنني أن أخونه أنا، في هذه اللحظة – وهذا ما يجعلني أرتجف – إذ بينما أتحدث عن يهوذا أهتم بقبول السامعين أكثر من المشاركة بألم المخلص الكبير”.

يخبرنا الإنجيل عن نهاية يهوذا المرعبة فيقول: ” فلما رأى يهوذا الذي أسلمه أن قد حكم عليه، ندم ورد الثلاثين من الفضة إلى عظماء الكهنة والشيوخ وقال: ((خطئت إذ أسلمت دما بريئا )). فقالوا له: ((ما لنا ولهذا الأمر؟ أنت وشأنك فيه )). فألقى الفضة عند المقدس وانصرف، ثم ذهب فشنق نفسه”. ولكن لا نحكمنّ بسرعة. فيسوع لم يتخلّ عن يهوذا أبدًا ولا أحد يعرف أين وقع عندما ألقى بنفسه من الشجرة مع الحبل على عنقه: إن في يدي الشيطان أم في يدي الله. من يستطيع أن يقول ماذا جال في خاطره في تلك اللحظات الأخيرة؟ كانت كلمة يسوع الأخيرة له في بستان الزيتون: “يا صديق”، ولم يكن باستطاعته نسيانها، كما لم يكن باستطاعته نسيان نظرة يسوع.

صحيح أنه عندما يتحدث إلى الآب عن تلاميذه، يقول يسوع عن يهوذا: “لم أخسر أحدًا منهم، إلا ابن الهلاك” (يو 17، 12). ولكنه هنا، كما في حالات عدة، يتحدث في إطار الزمان، لا في إطار الأبدية.

وأوضح كانتالامسا أن الكنيسة تؤكد لنا أن أي إنسان أُعلنت قداسته يتمتع بالطوباوية الأبدية؛ ولكن الكنيسة لا تتحدث بتأكيد عن مصير أحد في جهنم.

قصة “أخينا يهوذا” يجب أن تدفعنا إلى أن نستسلم بين يدي الرب الذي يغفر عن طيب خاطر. فالأهم في قصة يهوذا، ليس إنكاره الرب، بل جواب الرب على هذا الإنكار. فرغم أنه كان عارفًا بما يجري في قلب التلميذ، لك يرذله، با لحق به وتابعه حتى النهاية. وعندما يقول يسوع: “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون” بكل تأكيد لم يستثن يهوذا أيضًا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير