في مقالبة له مع زينيت أخبر ماركو رونكاللي عن البابا الذي سيعلن طوباويًّا مفتخرًا بأنه ينتمي الى عائلته.
ننشر في ما يلي القسم الأول من المقابلة:
***
ماذا يعني لك وجود قديس في عائلتك؟
إنه وقت من الفرح المتبادل في العائلة، وفي الرعية والأبرشية وعلى صعيد الجماعة ككل…يجب أن ندرك بأنها مسؤولية كبيرة، فهذا لا ينطبق علي فقط أو على عائلتي، فالقديس وكما قال اليسوعي العظيم كزافييه ليون دوفور هو قبل كل شيء دعوة ونداء. “بالنسبة للبعض يصبح القديس كلمة الله، نجح الله بأن يخلق من الأرض التي نعيش فيها كائنًا تملأه النعمة فوق قوة الطبيعة…” أعتقد أنه يمكننا أن نطبق هذه الجملة على القديس يوحنا الثالث والعشرين.
البابا الطيب، البابا الثائر الذي شرع أبواب الكنيسة للمجمع، والآن البابا القديس. ما الذي يمكننا أن نقوله عن يوحنا الثالث والعشرين بعد؟
هناك تعقيد خلف بساطته الواضحة. ثقافته غير معروفة بشكل كاف، فهو ملم بالتاريخ وليس فقط بالكنيسة. كما وأننا لا ندرك شجاعته التي استعملها لاتخاذ قرارات اتهم فيها بالسذاجة! هناك فترات بحياته لا تزال بحاجة الى التأمل، على سبيل المثال حين كان إكليريكيًّا وكاهنًا. يجب أيضًا أن تنشر بعض الكتب حول دراساته التي قام بها في شبابه، وحول اهتماماته كالرسائل المهمة التي بعثها الى أصدقائه كالكاردينال غوستافو تيستا وعظاته التي تعود الى الحرب العالمية الأولى. نحن نتمتع بمعلومات لم تتواجد عن أي بابا آخر الى الآن ولقد تم الاحتفاظ بعظات ورسائل الى اليوم. يمكنني أن أقول وأنا شبه متأكد بأن النصوص التي ستنشر لاحقًا من شأنها أن تقدم مُثُلا عاشها بإيمان كالصخر بالله والثقة الطبيعية بالإنسان.
لا يمكننا أن نحصي الكتابات التي قدمتها الى عم والدك. ما الذي اكتشفته على الصعيد الشخصي خلال بحثك؟ على سبيل المثال لقد نشرت المراسلات ما بين رونكاللي ومونتيني…
هذه رسائل إيمان وصداقة كما ذكرنا في العنوان الفرعي للكتاب. مع ذلك، هناك رسائل أخرى من بينها الرسائل الى سشوستر، أو تلك التي أرسلت الى الأب غويسيبي دي لوكا. تختلف الرسائل في ما بينها ولكن بالتأكيد أنجيلو غويسيبي رونكالي كان رجل اللقاء: مع الله والإنسان.
كمؤرخ للكنيسة، برأيك أي وقت تعيشه الكنيسة اليوم وماذا تركت لنا حبرية يوحنا ال23؟
أعتقد أننا نعيش ربيع مجمعي ثان، كما لو أن الله أعطانا البابا الذي أراده والذي أردناه …. مع عدم إغفال إستقالة بندكتس السادس عشر التي مكنتنا، في الواقع، أن نصل الى ما نحن عليه الآن مع هذا البابا. من المؤكد أنها بابوية رعوية ولكن، وكما كان الحال مع يوحنا الثالث والعشرين، هي أقل بساطة مما يبدو للعديد من الأشخاص. هي بابوية مدعمة بالثقافة والمعرفة، ناهيك عن الثقافة الروحية وهنا يمكننا أن نتكلم عن البابا يوحنا.
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية