ولكنّه أيضًا صليب مجيد كفجر ليل طويل لأنه يجسّد محبة الله كلها والتي تفوق شرورنا وخياناتنا. بالصليب نرى وحشيّة الإنسان عندما ينقاد للشر، لكننا نرى أيضًا عظمة رحمة الله الذي لا يعاملنا بحسب خطايانا وإنما بحسب رحمته. وأمام صليب يسوع يمكننا أن نلمس بأيدينا محبة الله الأزلية لنا. أمام الصليب نشعر بأننا “أبناء: وليس مجرّد “أشياء” كما يقول القديس غريغوريوس النزينزي في إحدى صلواته.
“لو لم تكن موجودًا يا مسيحي، لكنتُ شعرتُ بأني مخلوق محدود. لقد وُلدتُ وأشعر بأنني أختفي. آكل، أنام، أرتاح وأمشي، أشعر بالمرض وأُشفى. إنّ العطش والعذاب يهاجمانني باستمراـر، أستمتع بالشمس وبكل ما ينمو على هذه الأرض. ثم أموت ويصبح جسدي غبارًا مثل الحيوانات التي لم تُخطىء. ولكن ماذا أملك أكثر منهم؟ لا شيء سوى الله. لو لم تكن موجودًا يا مسيحي لكنتُ شعرتُ بأني مخلوق محدود. يا يسوعنا قدنا من الصليب إلى القيامة وعلمنا أن الكلمة الأخيرة ليست للشرّ وإنما للحب والغفران. أيها المسيح علمنا أن نعلن من جديد: “أمس صلبت مع المسيح واليوم أتمجد معه. أمس مت معه واليوم أشترك في قيامته. أمس دُفنت معه واليوم أستيقظ معه من رقاد الموت”.
لنتذكر كلنا في النهاية المرضى وكلّ المتروكين تحت ثقل الصليب لكي يجدوا في تجربة الصليب قوة الرجاء، رجاء القيامة ومحبة الله”.
* * *
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.