بمناسبة عيد الفصح المجيد ترأس راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش قداساً احتفالياً في كاتدرائية سيدة النجاة في زحلة، بحضور جمهور كبير من المؤمنين تقدمهم قائد سرية درك زحلة المقدم شارل سعادة والقنصل كميل يونس المعلوف ولفيف الكهنة والراهبات بمشاركة المطران اندره حداد.
وبعد الإنجيل المقدس القى سيادته عظة جاء فيها
” أتوجه اليكم بمحبة كبيرة وبتحية فصحية وأعايدكم بعيد قيامة الرب من بين الأموات، فعيد القيامة يفتح لنا أبعاداً جديدة وأفقاً واسعة لا حدود لها، لأن المسيح بقيامته أعاد خلق العالم من جديد وأعاد اليه النقاء والطهارة. ففي كل مرة نحتفل بالقيامة يجدد الرب حياتنا ويدعونا لنجدد شراكتنا معه، لذلك تبدأ طقوسنا فجر الأحد برتبة الهجمة فيخرج المؤمنون إلى خارج الكنيسة وتغلق أبوابها وعندما ينادي الجميع بأن المسيح قام وتقرع أبواب الكنيسة معلنة بأن ملك المجد آتٍ منتصرا على الموت والشر، ناشراً الفرح الفصحي ليتمكن الإنسان بدوره أن يستكمل بناء مجتمع جديد مسالم مبني على الأخوة والتفاهم بين الناس.
مع ملك المجد يدخل المؤمنون الكنيسة معلنين أن هذا اليوم هو يوم القيامة، يوم فرح وابتهاج، يوم سَني يَفيض نوراً وحياة، لأن المسيح بقيامته أجازنا من الموت الى الحياة ومن الأرض الى السماء، وفتح لنا أبواب الفردوس. فصوت الفرح وصلنا عبر الكلمات التي عبرت عنها مريم المجدلية صباح عيد الفصح عندما سارعت لتلاقي المسيح قائما، ثم هرعت لتبشر التلاميذ وقالت لهم بقلب مُفعم بالحب والبهجة: “لقد رأيت الرب” (يوحنا 20/18).
بالحقيقة إن خبرة مريم المجدلية هي خبرة كل واحد منا يلمس حب يسوع، بصلاته وابتهالاته، بعمله وحياته العائلية، بعلاقاته وطريقة حياته. فلقاؤه مع الرب يبدل حياته، يجعله يولد من جديد، يحرره من كل قيد يكبله ويشفيه من جروحاته ويعيد اليه نعمة البنوة والكرامة ويمنحه قوةَ التوق الى الخير والبرارة.
كما تحول خوف مريم المجدلية وبكاؤها الى فرح عارم عندما كلمها يسوع وناداها باسمها عندما سمعها تناديه، هكذا نحن عندما نُصغي اليه ونسمع نداؤه ينادينا باسمنا، تُفتح عيوننا وقلوبنا ونكتشف سر قيامته فنعرفه ونناديه “يا معلم” وهو بدوره يجذبنا إليه. فتولد حركة حب بيننا وبينه وحركة مصالحة وشركة معه، فيكشف لنا ضعفنا ونحن بدورنا نكتشف فقرنا إلى حبه.
تأكدوا أيها الأحباء أن يسوع يعاملنا مِثلَ المجدلية ويجدد كل يوم نشيد حبه لنا، ينادينا، يتكلم معنا ويحبنا بدون شروط. هذا الشعور بأنني محبوبون من الذي قام من بين الأموات هو وحده يجعلنا أقوياء منتصرين على الموت.
ليلة البارحة احتفلنا أثناء ليترجية الصباح بفيض النور وهي صلاة نصليها خلف الهيكل على قنديل فيه نور. إن تكريس النور يوم سبت النور هو رمز لمن هو نور الجميع ، نور المجد، نور الإنسان الذي منحنا بنور قيامته حياة جديدة.
نأمل أن يساعدنا المخلص القائم ويساعد نواب الأمة بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية قادر ان ينقل لبنان الى الإستقرار والإزدهار، أن ينقل لبنان من لبنان الطائفة الى لبنان الوطن الذي يحافظ على الحق والمساواة، كما نرفع الدعاء ليمنح منطقتنا وبخاصة سوريا السلام والإستقرار.
إن سر الفصح يكمن في سر نور المسيح القائم، فنجمة بيت لحم التي قادتنا إلى المغارة وأعلنت تجسد المسيح، لم تنطفئ ولم تقوى عليها ظلمات القبر الذي وُضع فيه المسيح، والشمعة التي أضأناها في صلاة هذا الصباح في رتبة الهجمة وأنشدنا ” هلمُّوا خُذوا نورا من النور الذي لا يغرب، ومجدوا المسيح الناهض من بين الأموات” تُعلن اليوم الانتصار والغلبة.
إن قيامة المسيح أمدتّنا بطاقة رجاء ووثبة حياة أمام المحن والصعاب والاضطهاد التي نعيشها اليوم في لبنان وفي العالم العربي.
إنها طاقة نور تتوهج في قلب كل محب لكنيسته ولعمله ورسالته في هذا العالم.
إنها طاقة النعمة التي تملأ حياة آبائنا وأمهاتنا وأولادنا وشبابنا وحياة كل فقير ومحتاج.
قام المسيح ومنحنا حياة ورجاء ورحمة
قام المسيح وهدم العداوة وجعل السلام في حياتنا
قام المسيح وفَتحَ لنا باب الفردوس.
قام المسيح وأباد الحزن من حياتنا وأفاض فينا الفرح والابتهاج.
قام المسيح فغُفرت خطايانا وصرنا نتمتع بوفرة الصلاح.
فللمسيح القائم، العزة والكرامة والمجد والتسبيح الى دهر الداهرين. آمين
المسيح قام”
وكان درويش ترأس رتبة الهجمة الخامسة من صباح اليوم بمشاركة المؤمنين
وبعد القداس استقبل سيادته المهنئين بالعيد في صالون المطرانية .