نشرت صحيفة لوسيرفاتوري رومانو أحداث تعارف البابا بندكتس السادس عشر بالبابا يوحنا بولس الثاني منذ اللقاء الأول في كراكوفيا عندما طرح الكاردينال فوتيلا آنذاك فلسفة جديدة بطريقة جديدة وروح مغايرة لم يعهدها الكرادلة من قبل مما لفت انتباه البابا بندكتس السادس عشر الذي كان حاضرًا أثناء المؤتمر.
لم يستطع بندكتس أن ينسى كلمات الكاردينال فوتيلا الداعية إلى عدم الانجرار بالنظريات الأكاديمية بل إحيائها بروح من المعرفة والحق. ثم التقاه شخصيًا فيما بعد أثناء انعقاد الكونكلاف عقب وفاة البابا بولس السادس ويقول البابا بندكتس السادس عشر: “لقد استقبلني كاردينال كراكوفيا بمحبة فائقة وأخبرني بأنه قرأ كتابي “مقدمة عن المسيحية”.
ثم تابع البابا بأنه كان شديد الإعجاب بأفكار يوحنا بولس الثاني عن الكنيسة والفكر الماركسي “وأدركتُ أنّ الكنيسة بحاجة إلى أمثاله. إنّ الموت المفاجىء للبابا يوحنا بولس الأول عزّز الحاجة الملحّة لبابا شجاع، لبابا عايش الشيوعية بالفعل وليس من الناحية النظرية وحسب، لبابا عايش الواقع المرّ… لقد استرعى انتباهي هذا الرجل بطريقة صلاته، بانفتاحه الدائم على الحوار والآخرين. كانت الغبطة تغمرني كلما فكرّت في احتمال أن يكون هذا الكاردينال هو البابا الجديد!”
“إنّ يوم انتخاب البابا يوحنا بولس الثاني كان يومًا عظيمًا بالنسبة إليّ ولا يمكنني أن أنسى هذا الحدث أبدًا وكلمات البابا التي صعقت المسيحيين في العالم وكلّ الأشخاص الباحثين عن الحقيقة… باختصار يمكنني أن أتحدّث مطوّلاً عن البابا يوحنا بولس الثاني الذي كان هديّة بالنسبة إليّ. وما لبث أن دعاني ليعيّنني عميد مجمع العقيدة والإيمان. لا أنكر بأني شعرت بالخوف الشديد بالأخص أنه مضى سنتين فقط على تعييني أسقف… وسرعان ما توطّدت العلاقات بيني وبينه وتعرّفت على شخصيته الفكاهية وعلى طريقة حلّ الأمور…”
“نحن بحاجة ككنيسة وكبشرية إلى شخص مثل البابا يوحنا بولس الثاني ونحن ممتنون كثيرًا لهذه العطية التي تكرّم علينا بها الله بشخص هذا القديس. نطلب منه أن يتشفّع لنا عند الآب وأن تكون صلاته معنا”.