“على كلّ جماعة مسيحية أن تقارن حياتها مع تلك التي كانت في الكنيسة الأولى وأن تتأكّد من أنها قادرة على العيش في “تناغم” وأن تشهد لقيامة المسيح ومساعدة الفقراء” هذا ما أشار إليه البابا فرنسيس اليوم في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا.
علّق البابا على القراءة الأولى من أعمال الرسل (4: 32-37) عندما “كان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة… يؤدّون الشهادة بقيامة الرب يسوع تصحبها قوّة عظيمة…” “السلام. الجماعة تعيش في سلام. وهذا يعني أنّ في هذه الجماعة، لا مجال للمجادلة وللحسد والافتراء والتشهير. السلام. المغفرة. المحبة تغطّي كلّ شيء. إن أردنا أن نعلم إن كانت جماعاتنا المسيحية اليوم هي كذلك، علينا أن نسأل كيف يتصرّف المسيحيون؟ هل هم ودعاء؟ متواضعين؟ هل توجد خلافات بينهم على السلطة؟ هل يتجادلون في ما بينهم حاسدين بعضهم بعضًا؟ هل يطلقون الشائعات؟ هذه كلّها ليست درب يسوع المسيح. هذه الميزة هي مهمة جدًا، مهمّة جدًا لأنّ الشيطان يحاول دائمًا أن يفرّق بيننا. هو أب الانقسام”.
وسأل البابا: “هل نحن جماعة تشهد على قيامة يسوع المسيح؟ هل هذه الرعية وهذه الجماعة وهذه الأبرشية تؤمن حقًا بأنّ يسوع المسيح قد قام من بين الأموات؟… إشهدوا على أنّ المسيح حيّ وهو بيننا. وهكذا ترون كيف تكون الجماعة”.
ثمّ بعد أن شدّد البابا على ركيزتي السلام والشهادة للمسيح، تطرّق إلى مساعدة الفقراء: “أولاً، ما هو موقف الجماعة من الفقراء؟ وثانيًا: “هل هذه الجماعة هي فقيرة؟ فقيرة القلب وفقيرة الروح؟ أو تثق بثرواتها؟ بالسلطة؟ التناغم والشهادة والفقر ورعاية الفقراء. هذا ما أوضحه يسوع لنيقوديمس في إنجيل يوحنا (3: 7-15) عندما قال له: “يجب أن تولدوا من علُ” لأنّ الوحيد القادر على فعل ذلك هو الروح. هذا هو عمل الروح. الكنيسة هي الروح والروح يمنح الوحدة. الروح يجعل منكم شاهدين. الروح يجعل منكم فقراء ويدعكم تهتمون بالفقراء”.
وختم البابا فرنسيس عظته قائلاً: “ليساعدنا الروح القدس على السير على هذا الدرب وأن نولد من جديد بقوّة سر العماد”.