"لا نزال نعيش حتى اليوم ديكتاتورية الفكر الواحد التي تقتل حرية الشعب وحرية الضمير": يجب علينا "السهر والصلاة" هذا ما قاله اليوم البابا فرنسيس في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا أثناء القداس الإلهي في يوم الخميس الذي يسبق أحد الشعانين.
لقد وعد الله ابراهيم بأن يكون أبا جمهور أمم وجعل معه عهدًا. استهلّ البابا عظته منطلقًا من القراءة الأولى من سفر التكوين 17: 3-9 شارحًا انغلاق قلوب الفريسيين على رسالة يسوع (يو 8: 51-59) فلا يفهمون "مسيرة الرجاء". "عندما ينغلق القلب، تنغلق الروح معه أيضًا وعندما ينغلقان معًا لا يسع مكان لله إنما فقط ما نظنّ أنه الأنسب للقيام به". كم من الأشخاص يملكون قلوبًا مغلقة فلا يستطيعون تقبّل "رسالة جديدة" من يسوع يتحدّثون عن الأنبياء إنما لا يفهمون، لا يصغون إليهم ولا إلى يسوع بل متمسّكين برأيهم، يحمّلون الناس أحمالاً ثقيلة وهم لا يمسّونها بأطراف أصابعهم".
وأضاف البابا: "لا يمكن القيام بحوار ولا يمكن الانفتاح إلى الأمور الجديدة التي يقدّمها الرب لنا. لقد قتلوا الأنبياء وأغلقوا الباب أمام وعد الله مع الإنسان منذ التاريخ وهذا ما يسمّى بالفكر الواحد. لقد شهدنا في القرن الماضي مآسي ديكتاتورية الفكر الواحد الذي انتهى بقتل العديد من الناس. حتى اليوم نعيش في وثنية "الفكر الواحد".
وأشار: "علينا أن نفكّر اليوم حتى لو لم توافقوني الرأي، نحن لا نقبل الحدائة، لسنا منفتحين. لطالما قال بعض الموجهين: "أنا أطلب المساعدة، الدعم المادي للقيام بهذا الشيء... إنما إن أردتم أن أحقق هذه المساعدة عليكم التفكير في هذا وهذا. حتى اليوم، لا نزال نعيش في ديكتاتورية الفكر الواحد".
وحثّ البابا في الختام على "السهر والصلاة" أمام هذه الديكتاتورية "لا تكونوا أغبياء، لا تشتروا "أشياء" لا تحتاجون إليها، كونوا متواضعين وصلوا، حتى يمنحنا الرب دائمًا حرية القلب المنفتح فنتلقّى كلمته التي هي الفرح والوعد والعهد