صلاة من أجل السلام في الشرق

أيُّها الربُّ إلٰهُنا:

Share this Entry

يا إلهَ الرحمةِ، والرأفة،

نتقدمُ إليكَ في هذا اليوم المُبارك، بصلاةٍ واحدة، نُطلِقُها من أعماقِ قلوبِنا المُتألِمة، في هذا الزمن الصعب على كنيستِنا، ووطنِنا، والإنسانية جمعاء.

إننا نرفعُ صلاتنا اليكَ يا أَيُّهَا الآب المُتَحنِن ونحنُ ممتلئونَ بالرجاء،

وواثقونَ كُلَّ الثقةِ برَحمتِكَ ،

متشبثونَ بِكُلِّ ما لنا من قوةٍ في الأيمانِ، لنطلب نعمتك ورأفتِكَ في صلاتنا اليوم، وكُلَّ يوم.

اليكِ، وبين يديكَ نُقدِمُ وطنِنا المجروحُ والمغبون، الذي يُعاني وبشدة في هَذِهِ الأيام المُظلمة، ونسألُك أن تمدَّ يدكَ  المُترَحِّمة  لترفعَ عنهُ  هذا الصليب الذي يكسرهُ ويسحقهُ، وتُخفف عنه هول المصيبة، وتباركه بأن تُعيدَ اليهِ نورَ حقِكَ وعدالتكَ، مانِحاً له السلام، مُعطياً له قيامة جديدة.

اليكَ وبين يديك نُقدِمُ أبناءَ شعبنا الذين ذاقوا من المرار الكثير، ومن الألمِ ما لا يُحتَمَل، ومن المهانةِ، والوجعِ والإنسحاقِ ما يفوقُ قدرتهم على التحمل والإستيعاب، إلا إنهم برغم ذلك صامدينَ بأيمانهم، عازمينَ على  التشبثِ بِك حتى الرمق الأخير، مؤمنينَ برغم وجعهم  انك انت وحدك  الخلاصُ والحياة . نشكرك على قوة إيمانهم التي  هي لنا مثالٌ وشهادةُ إيمانٍ حي، سائلين من اجلهم النعمة، والرحمة، وسلام الروحِ والقلب.

و نُصلي ايضاً من أجلِ الإنسانية التي مُسِخَت على أيدي من لا يعرفُكَ، ولا يفهمُ حُبَكَ، وهو يطيحُ بالأرضِ فساداً، وعُنفاً، وتخريباً، مشوِّهاً باعمالهِ جمالَ خليفتِكَ، وجمالَ الحياة التي منحتها نعمتكَ، مُتخطياً كُلَّ الحدود الأخلاقية، والإيمانية، و حتى الفكرية والثقافية، ممزِقاً كُلَّ المباديء والقيم وحتى الضمير، وهو في تصورٍ خاطيء بانه يُحقِقُ إنتصاراً!!!

نُصلي من أجلِهم يا أبانا أن تعودَ إنسانيتهم اليهم ليعرفوكَ، ويختبروا حُبَكَ ورحمتك، وان تمتلئ قلوبهم بالايمان الحق، وتستنيرَ ارواحُهم بنورك المقدس ليعيشوا بالتآخي، والمودة، والخدمة للآخر، ويمدوا اياديهم للعونِ، والعطاء، بدلاً من  القتلِ وسفك الدماء، ارحمهم يارب، واهدهم الى نورك المقدس.

نصلي يارب، ونطلب، ان تقوينا لنداوم على الصلاةِ، وبحرارة،

ان نستمرَ في الدُعاء، بإيمانٍ ورجاء،

ان نواظِبَ على الخشوعِ امامك، مترجينَ رحمتِكَ، متوسلين اليكِ ان تغفر لنا، وللجميع ذنوبنا وخطايانا لنكون اهلاً للصلاة،

نسألك ان ترفع هذه الغُمَّة عن شعبنا، وعن كل الشعوب التي تُعاني، وتمنحنا معهم قوة الايمانِ والرجاء لانها سلاحُنا الوحيد الذي لا يخيب.

اليكِ ايها الاب نصلي، فاسمع لنا واستجب دعانا

Share this Entry

Wasan Setto

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير