ما معنى زيارة البابا إلى كوريا الجنوبيّة؟

كان الكوريّون ينتظرون بفارغ الصبر زيارة البابا فرنسيس إلى بلادهم. وكيف لا؟ هم الذين عرفوا شعور السلام بعدَ زيارة البابا يوحنّا بولس الثاني في العام ١٩٨٤ وزيارته الثانية عام ١٩٨٩ التي سبقت سقوط جدار برلين بشهر واحد.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

كانت زيارتا البابا يوحنا بولس الثاني إلى كوريا مليئتين بالخطوات غير المتوقّعة كوصوله إلى مطار عاصمة كوريا الجنوبيّة بدل مدينة بيونغيانغ. وكتقبيله أرض سيول عاصمة كوريا الجنوبيّة وقوله “هذه أرض الشهداء، أرض الشهداء”. كما وبعدَ زيارته التاريخيّة الثانية، شهدت كوريا الجنوبيّة انتخاباتها الديمقراطيّة الأولى في العام ١٩٨٧ كما استقبلت الألعاب الأولمبيّة في الصيف الذي تلا تلك الانتخابات.

أي شهدت كوريا الجنوبيّة تحولّات كثيرة مهمّة وحسنة بعد زيارة البابا يوحنّا وبركته. إلّا أنّ لا خطوات السلام نحو مصالحة كوريا الشماليّة وكوريا الجنوبيّة لا تزال ضعيفة بل شبه معدومة.

ومن أهمّ اللحظات التي عاشها البابا القدّيس مع الشعب الكوري هي اللقاء مع ٦٥٠،٠٠٠ مواطن في ساحة يويدو، وقال حينها “تُمثّل كوريا العالم المنقسم والذي ليس باستطاعته أن يتوحّد بالسلام والعدالة”. وفي لقاءاته السياسيّة، ألحّ البابا يوحنّا بولس الثاني على القيام بخطوات مصالحة مع كوريا الشماليّة..ولكن بقيت تلك خطوات مشلولة. ورغمَ أنّ توحيد كوريا لم يكن أمرًا سهلًا أو بات شبه مستحيل إلّا أنّ البابا يوحنّا نجح آنذاك في القيام ببعض الإصلاحات الديمقراطيّة في الكنيسة الكوريّة. ويقول أسقف دايجون، لازارو يو هنغ سيك وهو كان عضوًا في اللجنة التحضيريّة لزيارة البابا يوحنّا بولس الثاني الأولى إلى كوريا في العام ١٩٨٤ “تركت زيارتا البابا أثرًا لا يُنسى في كوريا”. فقد افتتح بعدَها الفاتيكان برعاية البابا يوحنّا بولس الثاني كليّة بابويّة كوريّة في روما عام ١٩٩٠ وذلك بعدَ عام على زيارته الثانية.

والآن ينتظرُ الشعب الكوري زيارة البابا فرنسيس بشوق ورجاء كبير لإحلال السلام وللقيام بخطوات نحو المصالحة وتوحّد كوريا.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

Beatrice Tohme

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير