البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان: "لا يستطيع المسيحيون أن يضمنوا مستقبلهم في الشرق الأوسط وحدهم"

برأي الكنيسة السريانية الكاثوليكية، إنّ اختطاف عشرات السريان والسيطرة على العديد من القرى المسيحية في منطقة خابور يجب أن يوقظ الديمقراطيات الغربية. هذا ما أتى في حديث أجرته لورانس دي جوايو من موقع lavie.fr مع البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك السريان الإنطاكي.

Share this Entry

ما هو بالنسبة إليكم هدف داعش في منطقة خابور؟

أظنّ أنّ الهدف الأساسي للدولة الإسلامية هو فرض الشريعة الإسلامية المتعصبة. إنّ رجالها يبحثون عن تحويل المؤمنين بالقوة الى الدين الإسلامي وكل من لا يسير بحسب مفهومهم ورؤيتهم للإسلام. في منطقة خابور حيث يوجد العديد من القرى المسيحية، ساءت الأحوال. إنّ قسمًا كبيرًا من الحسكة قد تمّ السيطرة عليه من قبل متعصبي الدولة الإسلامية وبدأ المسيحيون بالهرب من وجه الخطر. وبحسب شهود عيان، لم يبق إلاّ أكثر من ربع السكان في الضفتين لنهر خابور منذ هجوم الدولة الإسلامية عند فجر 23 شباط.

هل تسببت داعش بقتل أحد فضلاً عن اختطاف عشرات المسيحيين؟

لا أملك حتى الآن العدد الفعلي للأشخاص المقتولين. إنّ الوضع تعمّه الفوضى مع المهجّرين الذين فرّوا الى أماكن عديدة. نحن لا نعلم كيف تتمّ معاملة الأشخاص المخطوفين. إنما يمكننا أن نتصوّر أنّ هذه الهجمات هي قاتلة نسبة إلى الحقد المزروع بقلب هؤلاء المتعصبين تجاه الأقليات المسيحية.

كيف يتمّ استقبال لاجئي منطقة خابور في الحسكة والقامشلي؟

إنّ السكان الذين فروا من القرى لم يكن أمامهم حل سوى اللجوء الى الحسكة التي تبعد حوالى 15 كم شرقًا. لقد تمّ استقبال على الأقلّ ألفي شخص في 23 شباط في قاعات الرعايا والكنائس والمدارس الخاصة. وتوجد عائلات أخرى فرّت نحو القامشلي في الشمال.

إنّ سكان هذه المدن وكاهنها جنّدوا أنفسهم من أجل هؤلاء اللاجئين الذين هم في غالبيتهم سريان. لا يوجد أي تمييز بين الطوائف الكاثوليكية أو الأرثوذكسية أو الأرمنية أو السريانية. إنّ مطراني الحسكة لم يغادرا المدن. فهما على مثال الراعي الصالح، إنهما رسولا المحبة والعدل ولا يميّزان أحد بل يواجهان المصائب التي تصيب جماعاتهما.

ما رأيكم بالميليشيا المسيحية؟ هل هذا حل أمام مسيحيي المنطقة؟

إنّ هذه الميليشيات المسيحية هي بنظري الشر الأهون. بالنسبة إليّ، عليها أن تملك ردّة فعل دفاعية ليس إلاّ لكي تحمي العائلات والأكثر هشاشة مثل النساء والأولاد… صحيح أنّ النقص بالأسلحة من أجل صدّ المجموعات الإرهابية المزوّدين جيدًأ وكل العدد القليل من المحاربين المسيحيين يجعل من العديد من الأشخاص يترددون بالقيام بذلك ومن بينهم الكثير من المسؤولين عن كنائس شرقية أخرى! إنما ما هو البديل؟ هل نريد أن تُذبح جماعاتنا كالخراف؟ أنا شخصيًا أدعم كل من يريرد أن يدافع عن نفسه والموت من أجل محاربة الشر والدفاع عن الأبرياء…

هل مدن الحسكة والقامشلي حيث يلجأ الكثير من مسيحيي خابور هي محمية أو يمكن للدولة الإسلامية أن تخترق أمنها وتعتدي عليها؟

ما هي التوقعات التي تدور حول المسيحيين في المنطقة وبشكل عام في الشرق الأوسط؟

إنّ ما يخصّ بقاء المسيحيين في الشرق الأوسط، قلتها مرة وأكررها: يجب على الديمقراطيات الغربية أن تستيقظ لتصدّ خطر الإسلام السياسي الذي يظهر تحت شكل داعش ومنظمات إرهابية أخرى تدعو الى الإسلام.

لا يمكن للمسيحيين أن يضمنوا مستقبلاً أكيدًا لهم. إنهم ينتظرون أن تكون بلدان الغرب التي لطالما نادت بهذه المبادىء “حرية، مساواة وأخوّة”  لكل الشعوب وكل البلدان بالأخص لبلدان البحر الأبيض المتوسط. أظنّ أنّ على الاتحاد الأوروبي أن يقوم بهذه المهمة بشجاعة ووحدة لأنّ البحر الأبيض المتوسط ليس العائق فهو الطريق الذي يصل الشرق الأوسط بأوروبا.   

***

نقلته الى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير