معجزة " شفاء المخلّع "

يحوّلنا يسوع من مشلولين إلى قادرين …

Share this Entry

ليس المخلع ذاك الإنسان غير القادر على السير بسبب علّة في قدميه فحسب ، بل هو ذاك الإنسان المنقسم في ذاته أجزاءً وأجزاء ، وكلّ جزء فيه يتحرّك على هواه ، لذلك هو عاجز  .

نظر يسوع إلى ذلك المسكين وقال له (مغفورة لك خطاياك ) ، لأنه علّم أنّ الخطيئة هي السبب الأول لخلعه ، وهي سبب عجزه والانقسام فيه . ألم تكن الخطيئة هي سبب انقسام الإنسان وخالقه ! ، فيسوع أزال منه الانقسام وأعاده واحدا ، مترابط الأعضاء ، وجعلها كلّها متّصلة بالرأس الذي يحرّكها بتناسق فيما بينها ، فردّه إنسانا قادرا .

نعيش اليوم حضارة حوّلت الإنسان إلى أشلاء ، فصلت بين الجسد والقلب . قسمت حياة الإنسان: إلى حياة في البيت وحياة في العمل ، حياة داخل الكنيسة ، وأخرى خارجها . فتحوّل الإنسان إلى مخلّع عاجز يعيش في قلق . فنحن بحاجة إلى يسوع المخلص يعيد إلينا وحدة الذات فينهضنا من مرضنا . وعلينا أن نجعل المسيح رأسا لجماعتنا ، فهو المبدأ لوحدة الكنيسة  .

ولجماعة الكنيسة دور في احتضان الضعيف وتشجيعه على طلب الخلاص ، كما كان للرجال الأربعة في حمل المخلع وإنزاله من السقف ليقترب من الرب (ألا نستطيع أن نرى في الرجال الأربعة ، الإنجيليّين الأربع؟! الذين ينيرون الإنسان بتعاليمهم الرسوليّة وببشرى الخلاص التي بيسوع المسيح )  . فعلينا أن نعلّم أولادنا حبّ الله ، وأن نبني مجتمعا خاليا من الكذب والخداع . وهذه من الأمراض التي تجعل الإنسان أن يصاب بخلع الروح والنفس  .

تأمّلات من آباء الكنيسة

يقول إقليمس الإسكندريّ : تشفي مهارة الطبيب ، كما جاء في ديمقريتوس ، أمراض الجسد ، أمّا الحكمةُ فتُحرّر الروح من الأهواء . والمعلّم الصالح ،  أي الحكمة وكلمة الآب وصانعُ الإنسان ، يُعنى بجبلة البشر . فطبيبُ البشريّة الكليّ المهارة يشفي الجسد والنفس على حدّ سواء . فالمخلّص أمر الكسيح (المخلّع) قائلا : قمْ واحمل فراشك (جسدك) وأذهب إلى بيتكَ (الفردوس) ! وللحال استعادَ المخلّع قوّته .

يقول القدّيس يوحنا الذهبيّ الفم : كلّما عاقبَ أحدًا أو كرّمه أو غفر الخطايا أو سنّ الشرائع ، تصرّف دون الرجوع إلى سواه . فالسلطان سلطانه في فعل ذلك . وكلّما فعل ذلك فإنك لا تجده يصلّي أو يُناشد أباه ، بل يفعلُ كلّ شيء بسلطانه .

يقول بطرس خريستولوغوس : إحمل فراشكَ ، أي سريركَ ، الذي حملك مرّة . وغيّر مكانك حتى يُقدّم ما كان برهان مرضِك شهادة ً لتعافيك . ففراش ألمِكَ يُصبح علامة الشفاء ، كما يُصبح ثقله مقياسًا للقوّة التي أعيدت إليك .

يقول القدّيس أمبروسيوس : لقد كلّف يسوع المسيح القيام بعمل ٍ يكون فيه التعافي شرطا ضروريّا ، حتى لو كان المريضُ يصلّي من أجل التعافي من مرضه .. كانت عادة الربّ أن يطلُبَ من الذين شفاهم بعض الإستجابة ِ أو القيام ببعض الواجبات  .

يقول أوغسطين : لقد كنتم ذوي شلل داخليّ . فلم تحملوا فراشكم . بل إنّ فراشكم هو الذي حملكم . ( قد يكون المرء ذا شلل ٍ داخليّ من دون أن يكون مشلولا ً جسديّا ) .

العالمُ كسيحٌ ومخلّع ، ومصابٌ بالتمزّق والشلل والجمود والإنسكار . يحتاجُ للمسة الربّ يسوع ونعمته لكي يُشفى من خلعه وإنقسامه وجموده وإنكساره وتمزّقه . يشفي الربّ النفس أوّلا ، فبشفاء النفس يُشفى الجسد .

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير