في عظته الصباحية اليوم شدد البابا على أن أسلوب الله ليس أسلوبًا استعراضيًّا فقال: “يعمل الله من خلال التواضع والصمت وأسلوبه ليس استعراضيًّا.” أما وفي قراءة شاملة حول إنجيل اليوم فقال البابا أن يسوع كان يوبخ أهالي الناصرة لغياب إيمانهم وفي بادئ الأمر أصغوا اليه بإعجاب ولكن ما لبثوا أن غضبوا منه.
عجيب أمرك يا الله..
حين كان يسوع يكلم الجموع في الناصرة ويشرح لهم لم يرغب البعض في سماع ما يقوله أو حتى بإمكاننا أن نخمن بأنهم انزعجوا من حديثه فتساءلوا مثلا أين تعلم ليحدثنا بذلك، فهذا هو ابن النجار ونحن نعرفه حق المعرفة، فدفعوه الى خارج المدينة وساقوه الى حرف الجبل ليلقوه عنه. توقف البابا عند هذه النقطة ليتحدث عن القراءة الأولى حول نعمان السوري الذي كان قائدًا عظيمًا للجيش ولكنه كان أبرصًا، فتوجه الى إسرائيل وقابل النبي أشعيا سائلا إياه أن يشفيه فطلب منه النبي أن يذهب الى نهر الأردن ويغتسل سبع مرات فيطهر، ولكن نعمان غضب جدًّا فقد توقع أن يتم شفاءه “باستعراض إلهي” ولكن تقدم اليه الذين كانوا معه وأقنعوه بالذهاب فشفي. يمثل نعمان برأي البابا جماعة الناصرة الذين أرادوا استعراضًا ولكن هذا ليس أسلوب الله فهو يعمل من خلال الأشياء الصغيرة، وهو لم يمسك عصا سحريًّا بل خلق الإنسان من تراب وهذا أسلوب يترافق مع تاريخ الخلاص كله.
الأسلوب الإلهي بعيد عن الإستعراض
شرح فرنسيس أنه حين أراد الله أن يحرر شعبه حرره من خلال إيمان رجل وهو موسى، وحين دعى داود ليحارب جالوت بدا داود مجنونًا أمام العملاق الذي كان يحمل سيفًا في حين كان هو يحمل الحبال والحجارة. تابع الأب الأقدس مذكّرًا بأن في ذهابهم لرؤية الملك ماذا وجد المجوس؟ وجدوا طفلا مقمطًا في مذود…هذا هو الأسلوب الإلهي، أسلوب بعيد كل البعد عن الإستعراض. حتى حين طلب الشيطان من يسوع في الصحراء أن يطرح نفسه الى الأسفل كي يؤمن به الشعب لم يفعل لأنه يتجلى لهم بالبساطة والتواضع.
تأملنا في هذا الصوم
ختم البابا عظته طالبًا من كل واحد منا أن يفكر كيف ساعده الرب في حياته، وكيف ساعده على المضي قدمًا، وسيكتشف بأنه ساعده من خلال الأشياء البسيطة، فالرب يكلم القلب بصمت ولقد زار كل واحد منا بنعمته وبشكل متواضع وهذا ما يطلب منا أن نتحلى به: التواضع.