البابا: "أعفِ عن ديوننا كما نحن نعفي عن مدينينا"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“لكي نطلب المغفرة من الله علينا أن نتبع تعاليم صلاة “الأبانا” وأن نتوب بصدق عن خطايانا مدركين بأنّ الله يغفر لنا دائمًا وأن نسامح الآخرين من كل قلبنا” بهذه الكلمات استهلّ البابا فرنسيس عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا معلقًا على إنجيل القديس متى (18: 21-35) وفيه يسأل بطرس يسوع عن عدد المرات التي يغفر لأخيه إن خطىء إليه ويخبر يسوع قصة العبد القليل الشفقة

“إنّ طلب المغفرة هو شيء مختلف عن الإعتذار. هل أنا مخطىء؟ أنا آسف وأنا أخطأت… لقد اقترفت خطيئة! أمران مختلفان ولا يتعلّقان ببعضهما البعض. الخطئية ليست خطأ بسيطًا بل هي الوثنية وعبادة الكبرياء والغرور والمال والنفس والرفاهية… عبادة الكثير من الأصنام الموجودة في حياتنا” مشيرًا الى أنّ عزريا في القراءة الأولى من سفر دانيال (3: 25 – 43) لا يطلب الاعتذار بل يستغفر الله.

إنّ الصفح هو أعمق من الاعتذار ففيه يطلب الإنسان المغفرة من صميم القلب وفي المقابل على الإنسان أن يتمثّل بمعلّمه ليغفر هو أيضًا لمن أساء إليه ويسوع بذاته يعلمنا أن نصلي ذلك للآب في صلاة الأبانا عندما نقول: “إغفر لنا ذنوبنا كما نحن نغفر لمن خطىء إلينا”. في نص الإنجيلي متى، يخبر يسوع عن مثل الملك الذي أراد أن يحاسب عبيده وبعد أن أشفق مولى ذلك العبد وأطلقه وأعفاه من الدين خرج ذلك العبد ولم يعفِ صاحبه.

وقال البابا: “إن لم أكن قادرًا على المغفرة فأنا أيضًا لست قادرًا أيضًا على طلب المغفرة من الرب. ستقولون لي: “ولكن يا أبتِ أنا أعترف. أواظب دائمًا على الاعتراف…” “وماذا تفعل قبل أن تعترف؟” “أفكّر في الأشياء السيئة التي اقترفتها…” “حسنًا!” “ثم أطلب المغفرة من الرب وأعده بأن لا أعود الى الخطيئة ثانية…” “ولكن هل تسألون أنفسكم قبل الذهاب الى الاعتراف: “هل حقًا غفرت لمن أساء إليّ؟”

وباختصار أكّد البابا بأنّ “مغفرة الله لنا “تفرض” المغفرة للآخرين وكرر النقطتين اللتين تمحورت حولهما العظة اليوم: أولاً المغفرة ليست مجرّد اعتذار بل هي أن نعي أننا اقترفنا خطيئة عبادة الأصنام الكثيرة في حياتنا. ثانيًا: الله يغفر دائمًا! دائمًا! إنما نحن من يغلق قلبه على مغفرة الله لنا” خاتمًا: “أعفِ عن ديوننا كما نحن نعفي عن مدينينا”. 

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير