بدعوة من قدس الأباتي سمعان أبو عبدو، المدبِّر البطريركي على أبرشية حلب المارونية، رئيس لجنة مواكبة سينودس الأساقفة من أجل العائلة، وبمباركة أصحاب السيادة مطارنة حلب الكاثوليك الأجلاء، وبدعم وتشجيع من صاحب السيادة المطران أنطوان أودو، مدير كاريتاس سورية، وبإشراف أخوية عائلات مريم (فرق السيدة)، ونزولاً عند رغبة كثير من العائلات التي شاركت في نشاط العام المنصرم الذي نظّمته اللجنة المذكورة، والذي وجدت فيه تعزية لها في زمن الشدّة التي تعيشها بسبب الحرب الدائرة في سورية عامة وفي حلب خاصة، عمدت اللجنة المشار إليها آنفاً إلى إعداد وتنفيذ برنامج روحي وتربوي يخصّ العائلة تحت عنوان: “الحب دعوة العائلة ورسالتها”، وذلك في كاتدرائية مار يوسف للكلدان يوم الخميس 12/2/2015 من الساعة الرابعة ولغاية الساعة السابعة مساءً.
وقد تضمن البرنامج مايلي:
1- إضاءة موجزة حول سينودس الأساقفة من أجل العائلة، والإشارة إلى اللقاء العالمي للعائلات المرتقب الذي سينعقد في فيلادلفيا- الولايات المتحدة الاميركية، من 23-27 أيلول من العام 2015 قدّمها مشكوراً قدس الأباتي سمعان أبو عبدو الموقّر.
2- محاضرة بعنوان: الحبّ دعوة العائلة ورسالتها، ألقاها مشكوراً سيادة المطران أنطوان أودو، وبسط فيها بوضوح ودقّة وعمق التحدّيات التي تواجهها العائلة اليوم، وماذا يمكن أن تفعل الكنيسة إكليروساً وعلمانيين حيالها.
3- ندوة بعنوان: التحدّيات التي يواجهها اليوم الحبّ في العائلة، شارك فيها، بالإضافة إلى الأسقف المحاضر، زوجان من أخوية عائلات مريم، وشاب وشابة من أخوية شباب مريم.
في هذه الندوة، قدّم المُنتدون شهادات حياة تمحورت حول سؤالين طرحهما مدير الندوة السيد موريس آغوب، الأول: ما هو الحبّ في جوهره بنظرك؟ والثاني: ما هي التحدّيات التي واجهت هذا الحبّ، وما هي الوسائل والطرائق التي بها تعاملْتَ مع هذه التحدّيات؟ وقد أعقب شهادات الحياة هذه، ردودٌ على أسئلة العائلات والشبيبة التي دُعيت إلى هذا النشاط وقد ربا عددها على الثلاثمئة شخص.
4- سجود وتأمل أمام القربان المقدس الذي تمّ صمده على المذبح بخشوع وهيبة، مشفوعاً بواسطة تقنية الباور بوينت.، بنص من الكتاب المقدس، وبمزامير وترانيم وعبارات تأمل ذات مدلول عميق، وصور غاية في الروعة ترتبط كلِّها بموضوع اللقاء. وقد شارك في هذه الأمسية عائلات وشبيبة وكهنة من مختلف الكنائس، وزيّنها بحضوره كلّ من صاحبي السيادة المطران أنطوان شهدا الأسقف المسؤول عن العائلة، وجورج أبو خازن مطران اللاتين في سورية، وقد ختمها في جو مهيب قدس الأباتي سمعان أبو عبدو ببركة القربان المقدس.
وقد تخللت هذه الأمسية فترة استراحة تناول فيها المشاركون الضيافة في صالة الكاتدرائية. ولهذه المناسبة، أعدّت اللجنة كُتيِّباً مساعداً للصلاة والتأمّل في زمن الصوم المبارك يقع في عشرين صفحة، زيّنت غلافه صورة عائلة الناصرة المقدسة، وعبارة ذهبية تقول: “منذ البدء، والعائلة في فكر وقلب الله، أسّسها بالحبّ، ودعاها لتحيا الحبّ”، وقد تصدّر صفحته الأولى نصّ الصلاة من أجل سينودس العائلات للعام 2015، ثم على التوالي كلمات توجيهية عن أهمية الصلاة في العائلة، وكيف نصلي، وسبعة نصوص من الإنجيل، وتأمّل موجز عن كلّ منها، تُغطِّي أسابيع زمن الصوم المبارك 2015 ينتهي كلِّ منها بمقصد على الصعيدين الشخصي والعائلي، ويُختم بترنيمة. أما الصفحات الأخيرة من الكتيب فقد تضمّنت نصّ الصلاة المُعدّة من أجل لقاء العائلات العالمي الذي سيُعقد في فيلادلفيا، وصلاة استدعاء الروح القدس، وصلاة التعظيمة المريمية، ونصوصاً لبعض أفعال الفضائل الإلهية. وقد وُزِّع هذا الكتيب على جميع المشاركين بعد أن تمّ تزويدهم بالإرشادات اللازمة لحسن استعماله إضافة إلى روزنامة العام 2015 التي أصدرتها أخوية عائلات مريم في سوريا. هذا وقد اجتمعت لجنة مواكبة السينودس في وقت لاحق، وقيّمت هذا النشاط، وانتهت إلى أن صداه الإيجابي كان بالغ التأثير في نفوس كل الذين شاركوا فيه، إذ اختبروا فيه تعزية في زمن الشدّة وعلامة رجاء بأن ملك الدهر معنا في سفينة حياتنا التي تلطمها اليوم أمواج محنة الحرب، يشدّد أزرنا ويهمس في آذاننا: لا تخف أيها القطيع الصغير، أنا معك.
وبحماس وغيرة وفرح الإيمان، عقدت اللجنة حتى تاريخه اجتماعين من أجل الإعداد لاحتفالية بعنوان: العائلة: شاهدة للحب والفرح تستغرق يوماً كاملاً تقريباً لمناسبة عيد العائلة العالمي الذي يقع في الخامس عشر من شهر أيار القادم.
شكراً لكل الذين وفكروا ودعموا وأعدوا ونفذوا وشاركوا واستقبلوا هذا البرنامج بقلب مفعم بالحب.
الشكر كلّ الشكر للآب والابن والروح القدس الذي منه كلّ عطية صالحة.
حلب في 6/3/2015
لجنة مواكبة أعمال السينودس.
2014 – 2015
