وُلد بارتولو لونغو في كنف عائلة كاثوليكية مؤمنة إنما سرعان ما فقد إيمانه ما أن دخل الى الجامعة ليدرس الحقوق في جامعة نابولي في العام 1860 وكانت الكنيسة تواجه آنذاك المعارضة من قِبل حركة قومية تحارب من أجل توحيد إيطاليا وكان يُنظر الى البابا كخصم لقضيتهم. كذلك وبالإضافة الى كل المشاكل السياسية، كلنت الكنيسة تحارب ضد تزايد انخراط الناس في العبادات الشيطانية ولونغو نفسه ادّعى أنه رُسم كاهنًا شيطانيًا. إنما بعد سقوطه بالقلق واليأس والاكتئاب، ساعده أستاذه الجامعي على التخلص من هذه العبادة وعرّفه الى مرشده المستقبلي الأب رادينتي. ومع مساعدة هذا الأب وصل لونغو الى صلاة الوردية والاهتداء الى المسيحية من جديد.
من هنا بدأت قصته مع العبادة المريمية، فتحوّل من العبادة الشيطانية الى تكريم العذراء مريم وأصبح في العام 1871 راهبًا دومينيكيًا من الجماعة الدومينيكانية الثالثة وقد حرص بعد أن تمّ إرساله الى بومباي على نشر تكريم سيدة الوردية بخاصة عندما أدرك أنّ غالبية سكان المنطقة كانوا جهلة وفقراء ولا يفقهون في الدين.
وهكذا شيّد مركزًا للتعليم المسيحي يعلّم فيه القراءة والكتابة للفلاحين من خلال الصلوات وأعاد ترميم كنيسة الرعية وبنى مزارًا أطلق عليه اسم مزار الطوباوية مريم العذراء سلطانة الوردية. وأسس حوله أعمالاً اجتماعية عديدة للأكثر ضعفًا في المجتمع بالأخص الأولاد والمراهقين اليتامى والمتروكين أو أولاد السجناء.
تعتبر الصورة العجائبية لعذراء الوردية التي وصلت الى بومباي في 13 تشرين الثاني 1875 صورة عجائبية حصلت على يدها معجزات كثيرة نُسبت لشفاعة سيدة بومباي. وتصوّر أيقونة سيدة بومباي سيدة الوردية كملكة السماء وتقدّم هي وابنها يسوع مسبحتي الوردية للقديس دومينيك والقديسة كاثرين السيانية.
توفي لونغو في العام 1926 وكان يردد:”رغبتي الوحيدة هي رؤية مريم التي خلّصتني والتي ستخلّصني دائمًا من براثن الشيطان”. طوّبه البابا يوحنا بولس الثاني في العام 1980 وهو معروف “برسول الوردية”. وها هو البابا فرنسيس اليوم يسير على درب أسلافه متوجهًا الى بومباي في وقت لاحق من هذا الشهر وهو من أشار الى صلاة المسبحة في مناسبات عديدة بأنها الصلاة الأكثر بساطة وهي صلاة القديسين قائلاً: “إنها الصلاة التي ترافق حياتي دائمًا وهي صلاة قلبي”.