الأب الأقدس وقضايا الناس 1

مقابلة مع البابا فرنسيس حول مواضيع مختلفة

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نشر موقع catholicnewsagency.com مقالة لإليز هاريس اقتبست فيها حديث البابا فرنسيس خلال مقابلة مع صحيفة “لا كوركوفا نيوز” الأرجنتينيّة. وقد تضمّنت مواضيع مختلفة منها الإيمان وتجارة المخدّرات والأمل بين الواقع والسياسة في ظلّ الأحداث الحاصلة من حول العالم. كما وذكر البابا احتمال قيامه برحلة إلى الأرجنتين بلده الأمّ في 2016. من ناحيتنا، سنعرض عليكم المقابلة ضمن جزئَين.

“الضواحي” كلمة يستعملها الأب الأقدس غالباً. بمن يفكّر البابا لدى لفظها؟ نحن في الأحياء الفقيرة؟

عندما أقول “الضواحي”، أتكلّم عن الحدود، فنحن بطبيعة الحال نتنقل ضمن المساحات التي نسيطر عليها، إن صح القول وهذا ما يمسى بالمركز ولكن عندما نتركه، نبدأ باكتشاف أشياء أخرى. وعندما ننظر إلى المركز من المنظار الجديد، نرى أنّ الواقع مختلف. فرؤية الواقع من مركزنا تختلف عن رؤية الواقع من أبعد نقطة وصلنا إليها. والنظريّة نفسها تُطبَّق لدى مواجهتنا أحدهم بفكرة ما، إذ يكون علينا الدفاع عن فكرتنا، فنتناقش معه ويُغني كلٌّ منّا الآخر بآرائه.

لم يتمّ بعد احتواء اللجوء إلى المخدّرات التي تجتاح أحياءنا وتُهاجم شبابنا. من سيُدافع عنّا وكيف يمكننا الدفاع عن أنفسنا؟

هذا صحيح، ما زالت المخدّرات تجتاحنا وهناك مقاطعات أصبحت تحت نير العبوديّة لها، وهذا ما يُقلقنا. إنّما ما يحتلّ الحيّز الأكبر من تفكيري هو انتصار تجّار المخدّرات الذين يتبجّحون بفوزهم. وفيما يختصّ بالأرجنتين، يمكنني القول إنها كانت بلاداً مرّت فيها المخدّرات، إلّا أنها الآن تتعاطاها، ولستُ متأكداً من كونها تُصنع هناك.

ما هو أهمّ ما علينا أن نعطيه لأولادنا؟

الانتماء إلى منزل، لأنّ هذه الانتماء يُمنَح عبر الحبّ والعناية والوقت والاستماع إلى الأولاد واللعب معهم، مع مدّهم بما يحتاجون إليه ليكبروا. باختصار، علينا أن نمنحهم مكاناً يعبّرون فيه عن أنفسهم مع شعورهم بالحريّة لفعل ذلك، وإلّا نكون نحرمهم من اختبار الامتنان. لكن أهمّ ما نعطيهم إيّاه هو الإيمان. أتألّم كثيراً لدى رؤيتي أولاداً يجهلون كيف يرسمون إشارة الصليب، لأنّ أهلهم لم ينقلوا إليهم الإيمان.

هل يعتقد الأب الأقدس أنّ هناك دائماً إمكانية للتغيّر حتى في ظلّ الظروف الصعبة المؤلمة؟ من أين يستمدّ البابا تفاؤله؟

يمكن لكلّ إنسان أن يتغيّر، حتّى مَن يختبر التجربة. هذا ليس تفاؤلاً، إنها الثقة بالإنسان الذي هو على صورة الله ومِثاله، والثقة بالروح القدس الذي يغيّر ضمائرنا. الربُّ لا يتخلّى عن أولاده. أحبّ دائماً أن أردّد جملة “نحن أولاد الله”. وعلى الرغم من إخفاقاتنا وخطايانا، يُسامحنا الرب لدى طلبنا السماح، فهو لا يسأم المسامحة.

كيف يمكننا أن نثبت في الإيمان؟ فنحن ننسى أحياناً أنّ الله موجود وهو يرافقنا في كلّ خطوة. أيمكن التوصّل إلى الاستقرار بواسطة الإيمان؟

صحيح أنّ الحياة مليئة بالتقلّبات، إذ نكون تارة مدركين لوجود الرب وطوراً ننساه. وإن عُدنا إلى الإنجيل، نرى أنّ حقيقة الإنسان على الأرض تكمن في الصراع، أي أنه علينا أن نشعر بالسلام فيما نحن نناضل، وأن نتمرّن على عدم الاستسلام بل الاستمتاع بالجمال الذي أعطانا الرب إياه في الحياة. أمّا الثبات في الإيمان فينبع من عدم نكرانه. من الضروري أن نعتاد على عدم كون الإيمان شعوراً، لأنّ الإيمان هو علاقتي بيسوع وبإنقاذه لي. احملوا دائماً الكتاب المقدّس وأبقوه في بيوتكم. إنه كلمة الرب التي تغذّي الإيمان والتي يجب الإصغاء إليها.

-يتبع –

***

نقلته بتصرّف إلى العربية ندى بطرس –  وكالة زينيت العالمية

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير