المركز الكاثوليكي: خطاب الملك قاموس جديد لعهد جديد

بيان صادر من المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام

Share this Entry

ثمن المركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام عاليا، الخطاب التاريخي المؤثر الذي ألقاه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في البرلمان الاوروبي يوم أمس الثلاثاء والذي ركز فيه جلالته على ابرز قضيتين تفرضان نفسهما على العالم في هذه المرحلة وهما : ضرورة تنقية صورة الدين الاسلامي ، وأهمية تعزيز الهوية العربية المسيحية.

وقال المركز في بيان صادر عن مديره  الاب رفعت بدر انّ جلالة الملك عبدالله الثاني يسطر من جديد رسائل للعالم عبر منبر أممي كبير هو منبر البرلمان الأوروبي. ومما يجعل الفخر مضاعفاً هو تأكيد جلالة الملك على الهدفين الكبيرين اللذين يسعى جلالته لتحقيقهما وهما : تنقية صورة الدين الإسلامي وتوضيحه كأساس للسلام وتحية “السلام عليكم ” هي المعنى الحقيقي والصحيح . والثاني هو تعزيز الهوية العربية المسيحية .

أما الهدف الأول فهو من صميم المرحلة الحالية ، وإن إصغاء الأوروبيين تحديداً لهذا الأمر هو في غاية الأهمية ، وبخاصة بعد الاعتداء الآثم الذي تم على صحيفة شارلي ايبدو بحجة الدفاع عن الإسلام، وهذا ما تم التنديد به . فالإساءة إلى الأديان مرفوضة وكذلك مقابلة الإساءة بالعنف والقتل مرفوض بشكل أكبر .

 وقال الاب بدر إن جلالة الملك وبكيلومترات غير بعيدة عن باريس مسرح الجريمة ومسرح المظاهرة الأممية ضد الإساءة إلى الأديان ، وكل الأديان، وضد التعامل العنيف مع كل مسيْ ، قد أكد أنّ كل ما يحدث حالياً في الشرق الوسط ليس باسم الإسلام ، وهذا مشرَف وضروري اسماعه للغرب وبلغة الغرب الإنجليزية والفرنسية . وجلالة الملك لا يمثل التيار المعتدل في الإسلام وإنما الإسلام كما هو أصله وسبب نشأته .

وأما الهدف الثاني فهو الحفاظ على الهوية العربية المسيحية وبخاصة بعد الاعتداء على هذا المكوَن الرئيسي في المجتمعات العربية ، ومن المهم القراءة المتأنية للخطاب والاصغاء الى كلماته بشكل دقيق ، حيث جــلالة الملك لا يعتبر العرب المسيحيين ضمن “الأقليات” التي تحدّث عنها بل هو يقول بأنّ الاعتداء قد تم على المسيحيين وعلى الأقليات ، وهذا ما يجعلنا في مؤتمراتنا وندواتنا وكتاباتنا ألا نعود إلى فترة زمنية للوراء حيث كان المسيحيون مصنفين مع “الأقلية” التي تخاف على نفسها ومن غيرها ولا تتفاعل مع قضايا المجتمع .

واضاف “لقد تحدث جــلالة الملك عن العرب المسيحيين وحضورهم في المشرق وإسهاماتهم الحضارية ضمن ثلاثة محاور : أولا : بوصفه لهذا الحضور بأنه ماضٍ وحاضر ومستقبل ، وبذلك ينفي التكهنات السلبية بزوال هذا الحضور وانحساره . وهنا يؤكد جلالته على ما أكد عليه كذلك البابا فرنسيس من على ذات المنبر الاوروبي في تشرين ثاني العام الماضي ، بأن “الشرق الأوسط بدون مسيحيين أو بعدد قليل فقط لن يكون الشرق الأوسط المشرق والمزين بالتعددية الدينية الراقية”. وان كلا من قداسة البابا وجلالة الملك قد أخذا على عاتقيهما النبيلين الدفاع عن التعددية الدينية ، وعن الحريات الدينية التي هي حق أساسي من حقوق الانسان.

وثانيا ، أوضح الأب رفعت بدر انّ جلالته شدّد على كون الأردن بلداً واحداً ديانته هي الإسلام لكنّ فيه “مجتمعا مسيحيا له جذور ضاربة في التاريخ” . وهذا ما يحفز على “الاحترام المتبادل” الذي تحدث عنه جلالته في بداية خطابه التاريخي . وهو كذلك شأن يدعم مسيرة السياحة الدينية إلى الأماكن التاريخية ، وهي عصب أساسي من عصب اقتصادنا المتطوّر . ولا مجال لاخفاء التاريخ او التنكر له، لقد قالها الملك عبدالله الثاني وبصوت مسموع وعالٍ، انّ الحضور المسيحي العربي في هذه المنطقة له جذوره التاريخية العميقة ، وهو سيبقى في مسيرة التنمية والنهضة المستقبلية.

وثالثا، قال مدير المركز الكاثوليكي: وكما كان البابا فرنسيس قد ذكر في كلمته في البرلمان الاوروبي كذلك بالاضطهاد والممارسة الفظّة تجاه بعض المسيحيين في الشرق قائلاً : “بأن العديد منهم قد تعرضوا للعنف وطردوا من ديارهم وأوطانهم “، فإنّ جــلالة الملك يوم أمس قد قال بأن بلاده ومملكته الحبيبة  “قد فتحت ذراعيها واسعة لاستقبال ألوف المهجرين المسيحيين العراقيين” . وهذا ما يدل على أنّ الأردن هو الواحة الآمنة للاجئين الفارّين من أوطانهم بسبب تردي الأحوال السياسية والأمنية ، وكذلك هو يأوي المهجرين الهاربين من سطوة الاضطهاد والتمييز الديني.

وأكد الأب بدر إنّ جــلالة الملك ومن على منبر البرلمان الأوروبي قد حمل آلام الإنسانية وآلام شعوب الشرق الأوسط ، وآلام كل من يتألم بسبب اختلافه الديني . هنيئاً للأردن بهذه القيادة الحكيمة،  إنه الربان الماهر للسفينة الأردنية التي تتجه حقاً نحو برَ الأمان ومزيد من الاستقرار.  

Share this Entry

إيفا حبيب

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير