وفي حديث أجراه مع وكالة الأنباء الكاثوليكية قال الأب كانتالاميسا: “إنّ خدمتي هي متواضعة جدًا في حياة البابا والكوريا وهي محصورة بتسعة تأملات أو تسع عظات في السنة. أنا لا أملك أي دور سوى نشر كلمة الله. أنا أبشّر وأختفي لصالح الجميع”.
في الواقع إنّ الراهب الكبوشي يختفي في سيتادوكالي حيث يساعد الراهبات على تمييز دهوتهنّ وحتى يكرّسن وقتًا أكبر في كل شهر للصلاة بعزلة. وهو يواظب في الدير على الصلاة وعلى كتابة عظاته للبابا والراهبات ولسكان القرية الذين يلتقيهم في كل يوم أحد.
“أنا أحاول أن أفهم بعد أن أصلّي ما هي المشاكل والحاجات أو حتى النعم التي تعيشها الكنيسة في الوقت الحالي وأقدّم مساهمتي لهم مع القليل من الانعكاس الروحي.” فمثلاً في صوم 2015 وبعد أن رأى البابا فرنسيس يعانق البطريرك المسكوني برتلماوس في القدس في الربيع الفائت وفي اسطنبول في تشرين الثاني قرر الأب كانتالاميسا أن يركّز على أهمية التعلّم من بعضنا البعض في المسكونية.
“أن نطبّق كلمة الله هي ما يميّز الوعظ والبابا فرنسيس يعطينا مثالاً حيًا عن ذلك من خلال عظاته الصباحية اليومية”. وأخبر الراهب الكبوشي أنه كان لديه برنامجًا على قناة راي أنون في كل يوم سبت على مدى 14 عامًا لمدة نصف ساعة وفي أثنائها يقدّم تأملات على القراءات التي ستتلى في اليوم التالي وقال: “التلفزيون لا يرحم. إمّا تظهر ما يمكن للكلمة أن تقوم به في حياة ومشاكل الناس أو يطفىء الناس التلفاز مباشرة ومع جهاز التحكّم أصبح من السهل عليهم أن يطفئوه بشكل أسرع من دون أن يتكبّدوا عناء النهوض من أريكتهم”.
وتابع كانتالاميسا: “إنّ الوعظ ليس تمرينًا أكاديميًا أو مناسبة للتفكير الفلسفي وهذا لا يعني أنّ الواعظ لا يشعر بالرهبة أمام البابا وكبار مساعديه فالتحدي الحقيقي الذي يواجهه واعظ الدار الرسولية هو التحدّث أمام أشخاص يفوقوه قداسة ومعرفة روحية. إنّ الوعظ هو تمرين صحي للتواضع”.
وختم حديثه قائلاً: “بمجرّد أن يجلس الباباوات وكل رؤساء الأقسام في الكوريا الرومانية لمدة ساعة من الوقت في كل صباح يوم جمعة في زمني الصوم والمجيء “من أجل الإصغاء الى كاهن عادي” هو درس. في الواقع إنّ الباباوات يعظوني من خلال تواضعهم”.