كنّا قد بدأنا بعرض ما ورد في مقالة إليز هاريس على موقع catholicnewsagency.com ضمن المقابلة مع الأب الأقدس، مع الإشارة إلى أنّ قداسة البابا ذكر في سياق الحديث عن أخبار تطاله وعن تهديدات له وعن ممارسات الدولة الإسلاميّة بحقّ مُحتَجزيها، أنّه “جبان” فيما يتعلّق بالألم الجسدي. وهو قد قال للرب: “يا رب، أنت تعتني بي. وإن كانت مشيئتك تقضي بأن أموت أو أن يفعلوا بي شيئاً، أطلب إليك ألّا أتألّم”.
أمّا متابعتنا الجزء الثاني من المقابلة فتتضمّن تكملة محاور الأسئلة المطروحة.
عاش الأب الأقدس حياة كاملة. ونحن أيضاً نريد أن نعيش حياة مماثلة، فكيف نتفادى العيش بلا هدف؟ وكيف يمكن لأحدهم أن يعرف إن كان يعيش بلا هدف؟
لم تكن حياتي كاملة فقد مررت بأوقات عادية لا فائدة منها. أنا مجرّد خاطىء آخر. لكنّ الربّ جعلني أفعل أشياء مرئيّة. الحياة الكاملة تُعاش من الداخل وتتغذّى من الإيمان، عبر القيام بجهود مثمرة لأجل خير الناس. ولعلّ أسوأ خطيئة ضدّ الحبّ تقضي بالكفّ عن كون المرء إنساناً! الرب يُحبّنا، وعدم الاعتراف به من أكبر الخطايا المُرتَكَبة. لكنّ القدّيس بطرس ارتكب هذه الخطيئة ونكر يسوع… ومع ذلك، أصبح بابا! فماذا بقي لي أنا؟
هل من شخص قريب منك لا يوافقك الرأي؟ هل تصغي الى رأيه بالحياة؟
نعم بالطبع. لم يصعب عليّ يوماً الاستماع إلى الآخرين، فكلّما فعلت اكتسبتُ منفعة أغنَتني. إنها الطريقة المناسبة للتصرّف مع مَن لا نوافقهم الرأي. ولو أغلقتُ بابي بوجه ذاك الشخص ومنعته من الكلام، لكنتُ أبعدتُ نفسي. هنا يكمن الغنى في الحوار والإصغاء.
من الرائج اليوم الدفع بالناس إلى العلاقات الافتراضيّة. ماذا يمكن أن نفعل ليترك هؤلاء عالمهم الخيالي ولنساعدهم على العيش في الواقع ضمن علاقات حقيقية؟
أنا أفرّق بين عالم الخيال والعلاقات الافتراضية، التي لا تكون أحياناً خيالية، بل واقعيّة وملموسة. إلا أنّ هذه العلاقة غير مستحبّة. والخطر الذي نواجهه اليوم يتمثّل بوجود كمية كبيرة من الأمور التي تحوّلنا إلى دمى. أمّا الطريقة لنكون مثمرين في الحياة فلا تقضي بتكديس المعلومات والحفاظ على تواصل صُوَريّ، بل بتغيير العالم بطريقة حسّية، أي بالحبّ. يمكننا أن نحبّ الآخر، لكن إن لم نمدّ له يدنا وإن لم نعانقه، لا نكون نختبر الحبّ. أحبّ التكلّم عن 3 لغات: لغة الرأس ولغة القلب ولغة اليدين. يجب أن يكون هناك انسجام بينها، لنفكّر بما نشعر به وما نفعله، ولنشعر بما نفكّر به ونفعله، ولنقل ما نشعر به ونفكّر به. من هنا، فالبقاء في العالم الصُوَري أشبه برأس بلا جسم.
هل من توصية للحكومة الأرجنتينية في سنة الانتخابات هذه؟ ومتى سيزور البابا الأرجنتين؟
إنّ توصيتي الأولى هي وجود خطّة انتخابيّة واضحة، ملموسة وصحّية، تساعد الناس على رؤية ما يفكّر فيه كلّ واحد ضمن كنف الحزب التابع له. ثانياً، أحثّ الجميع على اعتماد النزاهة في عرض آرائهم. وثالثاً، آمل أن نتمكّن من التوصّل إلى حملة انتخابية غير مموّلة. فبالتمويل تدخل مصالح عديدة يجب تسديد فاتورتها لاحقاً. على الحملات أن تكون شفّافة ونظيفة.
أمّا بالنسبة إلى زيارتي الأرجنتين، فأفكّر في ذلك في مطلع العام 2016، لكن لا شيء مؤكّد بعد، إذ يجب تنظيم رحلات أخرى إلى بلدان أخرى.
***
نقلته بتصرّف إلى العربية ندى بطرس – وكالة زينيت العالمية