من كلمات البطريرك المخطوف يوحنا ابراهيم…

23 شهرًا مروا على اختطاف البطريرك اليازجي والبطريرك يوحنا ابراهيم في سوريا بالقرب من الحدود التركية، في طريق عودتهما من تركيا، حيث كانا يتفاوضان لإطلاق سراح كاهنين اختطفا في شباط 2013. يشاع اليوم وبحسب ما نقله موقع catholicnewsagency.com أن واحدًا منهما فقط لا يزال على قيد الحياة، وهما للأسف من بين الأعداد الكبيرة من ضحايا الاختطافات التي حصلت في سوريا طوال فترة الصراع.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

في عام 2011 تحولت التظاهرات الى حرب أهلية ضد النظام السوري شنتها بعض الأحزاب المتمردة بقيادة الجيش السوري الحر وجبهة النصرة والدولة الإسلامية…قبل أسبوع من اختطافه قال البطريرك ابراهيم في حديث الى البي بي سي العربية أن المسيحيين السوريين هم في الخانة نفسها مع المسلمين فالرصاص ينهمر على الجميع وليس فقط على المسيحيين والجميع يشكل هدفًا وليس المسيحيين فقط.

في وقت سابق من العام 2006 كان البطريرك ابراهيم قد أصدر كتابًا وهو “قبول الآخر” وفي ذلك الوقت قبل بداية الحرب كان السوريون من مختلف الأديان يعيشون بسلام. ترجم مقتطف من أعماله الى الإنكليزية وهو “حوار الحياة” وجاء فيه أن تعددية الأديان والعقائد لا تغذي الصراع بين الأديان لأنها كلها تتفق على أحادية الله وتعدد معتقدات الشعب، وكلما اقترب المسيحيون والمسلمون من مصادر التعليم الإلهي سيجدون بأن التراث بينهما مشترك وهو جزء لا يتجزأ من الإيمان الشامل للعلاقة بين الإنسان (الضعيف) والخالق (الجبار) فيقول المسيحيون لدينا إله واحد والمسلمون يقولون لا إله إلا الله.

من هنا نشأت فكرة حوار الحياة التي ندين لها بتعايشنا السلمي وبازدهار مجتمعاتنا. حوار الحياة هو وسيلة بسيطة ونوع من التعايش مع الجميع وعدم التحيز وقبول الآخر من دون أية شروط. تمت تجربة قيم حوار الحياة خلال السنين الطويلة من التعايش بين الناس في وضعي السلم والحرب مع أو من دون وسائل الإعلام ولا مراقبي الأمم المتحدة ولم تكن هناك حاجة لدروس توعية وحملات تدريب…

يبدأ حوار الحياة مع أولى خطوات الطفل ويرافقه على مقاعد الدراسة ليصبح راشدًا مجهزًا بشكل كامل بمهارة أساسية للتعايش والحفاظ على هذا الحوار حيًّا بين الناس، ولكنه يحتاج دائمًا الى التحسينات. هذا الحوار يعكس صورتنا جميعًا كأبناء الله خلقنا على صورته ومثاله وجميعنا في المركب نفسه ونكرب الأمواج عينها ونواجه الظروف نفسها… “حوار الحياة” يتوقف على قبول الآخر ويتجنب الفروق الدينية أو الطائفية.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

نانسي لحود

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير