عقد مجلس رؤساء الكنائس الكاثوليكية في سوريا اجتماعه الدوري لربيع 2015 يوم الثلاثاء ١٧ آذار في كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في قرية زيدل في مدينة حمص برئاسة غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والاسكندرية واورشليم للروم الملكيين الكاثوليك، وبمشاركة صاحب الغبطة مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي، والسادة الأساقفة الرؤساء الروحيين للطوائف الشرقية الكاثوليكية في سوريا.
تداول المجتمعون الاعمال التي أقرت لهذه الدورة الربيعية والتي تمحورت حول اوضاع الأبرشيات كافة في ظروف هذه الازمة الراهنة وجراء الحرب على سوريا والتي دخلت عامها الخامس في ١٥ آذار ٢٠١٥، وخاصة الاعمال الخيرية والانمائية التي تقوم بها لجنة الاعمال الخيرية المشتركة في سوريا – كاريتاس، وما ينتج من حالات اجتماعية اثر الهجرة أو التهجير التي يتعرض لها شعبنا في اماكن ومحافظات مختلفة في سوريا.
كما استعرض الآباء ما تعيشه مختلف الأبرشيات في هذه الازمة وكيف يتم التعامل فيها مع المساعدات والمنح والاغاثة وحاجات العايلات والشبيبة والفقراء والمرضى وكل محتاج.
وفي ختام أعمال المجلس، وجه الآباء الكلمة التالية لكل أبنائهم في مختلف الأبرشيات في سوريا:
١- الصوم هو مسيرة درب صليب الى القيامة، ونحن في العام الخامس من درب صليب بلادنا العربية عامة وسوريا خاصة، وجلجلة بلادنا واسعة جدا،انها مأساة من أكبر مآسي التاريخ في المنطقة. وكرعاة نحن مع شعبنا،الى جانبه وامامه ووراءه، نسنده وندعمه. ولكن مهما بذلنا من جهود فلا يمكننا أن نلبي الحاجات المتزايدة يوما بعد يوم.
٢- بألم شديد نتحقق أن كثيرين يهاجرون أو يهجرون وينزحون بطرق شرعية أو غير شرعية، نحن نحث الجميع على البقاء والصبر والتمسك بالرجاء والايمان والارض، متوجهين الى القوى العالمية المؤثرة أو الفاعلة في سوريا بمختلف الاشكال والاساليب والطرق: “اننا كرعاة بقينا وسنبقى مع ابنائنا، اتركوا لنا الخيار والحرية في البقاء، فنحن شعب اصيل في هذه البلاد ونتحمل مع كل السوريين شعبا وحكومة معترف بها رسميا في المؤسسات الدولية، مسؤولية كبيرة للبقاء في هذه الارض التي شهدت ولادة المسيحية ونشأتها وانتشارها، نحن الخميرة في وسط هذه البلاد
٣- بدء ذكرى المئوية الاولى “1915_2015″للمذابح وابادة المسيحيين من ارمن وسريان وكلدان وآشوريين وغيرهم: “نذكر بألم وأسف ما حدث في الزمن من تهجير قسري وابادة وتفريغ مناطق كثيرة من الأراضي العثمانية “تركيا اليوم”من المسيحيين، مما يدفعنا الى تحميل الدول الكبرى مسؤولية تخوفاتنا من ان تتكرر الاحداث اليوم على مرأى وصمت دولي مريب.
٤- ونحن كرعاة نشكر كل من يساعدنا في مهمتنا هذه الصعبة ؛في الثبات في وطننا مع شعبنا، نشكر جميع المؤسسات المحلية والعالمية والمدنية والدينية، والاسلامية والمسيحية، الكاثوليكية والارثوذكسية والانكليكانية واللوثرية وسواها. كما نشكر بنوع خاص قداسة البابا فرنسيس لصلاته واهتمامه ونداءاته وخطاباته ومساعدته المادية من خلال الدوائر الرومانية والمؤسسات المرتبطة بالفاتيكان، ونشكره على رسالته الخاصة التي وجهها الى مسيحيي الشرق الأوسط بمناسبة عيدي الميلاد المجيد وراس السنة المباركة.
والى أبنائهم توجه الآباء بالقول:”ان حضوركم ذاته هو شيء ثمين بالنسبة للشرق الأوسط، أنتم مدعوون لأن تكونوا صانعي السلام والمصالحة والنمو لتعززوا الحوار وتبنوا الجسور تماشيا مع روح التطويبات، وتعلنوا انجيل السلام وتكونوا منفتحين على التعاون مع كل السلطات الوطنية للدفاع عن ارضنا وكرامتنا وكنائسنا. أنتم لستم وحدكم! ونسأل الله ان يحميكم ويفرحكم بسلام قريب وعودة ًًجميع المختطفين وكل من هجّر”.
ومن عمق ألمنا ومعاناتنا في سوريا نصرخ من اجل شعبنا المتالم السائر على درب الجلجلة الدامي وننادي العالم كله ان “كفى كفى حربا على سوريا، كفى حصارا اقتصاديا! كفى دعما لكل ما من شأنه ان يهجر شعبنا من أرضه وتاريخه وحضارته. كفى تسليحا ودمارا وخرابا للبلد في كل مقوماته”.
واننا نؤمن بقوة الصلاة والصوم في هذا الصوم الأربعيني الكبير، وندعو الجميع الى يوم صوم وصلاة تضامنا معنا لأجل الأمل والسلام في سوريا، متذكرين قول الله على لسان أشعيا:”لا تخف فاني معك”.