3 ميزات روحية وإنسانية في شخصية القديس يوسف البتول

يخبرنا الإنجيلي متى عن القديس يوسف، إنه من نسل الآباء والملوك. هو خطيب مريم ووالد يسوع بالتبني(مت 1: 15- 16) يقدمه للكنيسة المؤمنة، مثال الأب المؤمن والمخلص، إنه رجل الله بامتياز.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

 إذا، ما هي المميزات الخاصة في شخصيّة القديس يوسف؟ وكيف نتعلّم منه، عيش الشهادة للمسيح يسوع، وسط عائلاتنا ومجتمعاتنا؟

1-    الميزة الأولى، رجل الطواعية

أحدث حبل مريم العجائبي في قلب القديس يوسف، عواصف أفكار ونوايا مدوية جعلته فيحالة شك قويّة«فعزم أن يطلقها سرًّا» (مت1: 19)، فكان القرار، إلا أن عناية الله تدخلت بواسطة  ملاك الربّ «في الحلم» (مت1: 20) الذي فسر له، سر حبل مريم «فلّما قام يوسف من النوم فعل كما أمره ملاك الرب فأتى بامرأته إلى بيته، على أنّه لم يعرفها حتى ولدت، ابناً فسماه يسوع» (مت1: 24). نتعلّم من يوسف، أن الطواعية لعمل الروح القدس، تجعل من الرجل مطواعاً ليّنًا بين يدي الله، مستسلماً لإرادته، ينعم بسلام لا يوصف، غير قلق، وغير متزعزع، قلبه ثابت متّكل على الرب. أما العناد، فهو عبادة وثنية بامتياز، ومن صفات الرجل العنيد: قليل الصلاة، متصلّب في الرأي، لا يصغي، مماحك، لا يتفهّم رأي الآخر، لا يحاور، كثير الكلام، يبرر مواقفه وقراراته بشكل مفرط، قلبه دوماً بحالة إنقباض (مبدأ إغناطي).

2-    الميزة الثانية،  رجل التمييز

تميّز القديس يوسف بحسّ التمييز الروحيّ، إنه أب، عهد إليه الإعتناء بالإبن الإلهي، فخدمه«كما يخدم الإله، وكان يفرح به فرحه بالصالح، ويحترز منه احترازه من العادل، يا للحيرة العُظمى» (القديس أفرام السرياني). يوسف، عين على الله وعين على الأحداث، فعرف بمعونة الرب، قراءة علامات الواقع، بكل دقة وتمييز وفطنة وتطبيق محترف، لهذا تراه يأخذ الطفل وأمه كما أوصاه الملاك ويهرب بهما إلى مصر، خوفاً من سيف هيرودوس (راجع، مت2: 13 – 15). تعلّمنا الميزة الثانية، أهمية وجود المرشد الروحيّ في مسيرة العائلة الإيمانيّة، يكمن دوره في مساعدة الأزواج، في كيفيّة تعلّم قراءة علامات الأزمنة الحاضرة في واقع أسرتهم، إنطلاقاً من قاعدة «أنظر، أحكم، إفعل» (القديس يوحنا 23) بهدف إتخاذ قرارات مصيرية صحيحة تحمي العائلة، لا من سيف هيرودوس وحسب، بل من سيوف الخيارات القاتلة.

3-    الميزة الثالثة، رجل الثبات والمثابرة

بعدما عاد القديس يوسف مع مريم ويسوع من مصر الى الناصرة، عاشوا حياة كلّها إيمان وثبات وحب وتضحية وتربية، لا تعرف التعب، فكان يوسف لمريم، رجل الثبات والإستقرار والمثابرة(راجع، مت 2: 19- 23)، وهذا ما جعل العائلة في حالة فرح وازدهار ونمو (راجع، لو2: 51- 52).  يسوع هو فرح مريم ويوسف وفرح كل عائلة، إنه الكنز الذي يغني فقر يوسف وفقر كل زوج. لم يملّ القديس يوسف منمسؤوليته تجاه مسيرة التجسد، بل كان المناضل الأول في إنجاح مخطط الله الذي أعدّه للشعوب نوراً للأمم (راجع، لو2: 29- 33) الذي كشف ليوسف، عظمة أبوته وحبّه وحنانه تجاه الطفل الإلهي ومريم، فكان أمامهما مثال الرجل البار الثابت في قراراته ووعوده، ولاسيّما في إيمانه.

وانطلاقّا مما سبق، على الأزاوج الإقتداء بهذا القديس العظيم، بأن يجسّدوا في مسيرتهم الزوجيّة حقيقة، قيم القديس يوسف البتول: كالثبات والأمانة والإخلاص والديمومة والشركة، والحب، والغفران، والمسامحة، والحياة، والشهادة، والتربية والقداسة، وأن يقبلوا على مثاله، عيش ثقافة الإستسلام لله، وألاّ يتراجعوا أو يستسلموا لأية مشكلة تعترض مسيرتهم الزوجية، بل فليتخذوا لهم معلمين مرشدين صالحين، يساعدوهم في عيش خيار الحب الحقيقي الدائم، وموكلين ذواتهم إلى شفيع العائلة القديس يوسف البتول.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير