هي هديةٌ هُديت للحياة لتكون بها وتدوم، أنها الكائن الذي يستحق كل ما فيها، لأنها هي الحياة بذاتها وهي شريانها النابض والمُتدفق الباقي مدى بقاءها، هي الكون في المكنون وهي الروح للحياة وهي من تمدّ الحياة بالحياة. هي من تعطي للوجود معناه مُكملة لوحتهِ بألوانها.
هي بالوصف التقريبي تلك اللوحة البراقة بألوانها التي تجذب الناظر إليها، ينظر فيها ويتعمق في مكنونها، أنها تلك الزهرة الجميلة في حديقة الحياة: بهية في منظرها، تعطي جمالية لمْا حولها، وتعطر الأجواء بأريجها، أنها تبقى أنفاس الحياة ..فتحية إكبار وتقدير واحترام لهذا الكيان المضحي في يومها العالمي في الثامن من آذار، هذا الشهر بربيعه ودفئهِ ورونقهِ، شهر الخير والعطاء، وللمرأة العراقية بشكل خاص أسمىّ وأرق التحايا وأعذب آيات المحبة تقديسًا واعترافًا لها بكفاحها وتضحياتها وصمودها وهي تتصدّى بكل فخر لكل التحديات وترسخ كيانها ووجودها بكل ثقة.
فهي تبقى روح وقلب المجتمع النابض، وتبقى اليدّ المُكملة ليد الرجل في مسيرتهِ الدائمة، لأنها كانت وما تزال تثبت حضورها بكل فخر واقتدار، فهي مهما قلنا تبقى أسمىّ من كل بلاغات الأقوال والأمثال كونها نبض الحياة.أنها تبقى شامخة ورائدة وثقتها بنفسها قوية وستنجح في أن تصبح نجمة في السماء يسطع نورها للبشرية، عندما هذا الرجل وهذا المجتمع وهذه المرأة نفسها (بدون تعميم) يخلقون نوعًا من الثقافة والوعي والتكافؤ الفكري والتكامل مع هذا المخلوق وحقوقه، ثقافة مُتحضرة ومُساعدة تؤدي دورها وفعاليتها بشكل إيجابي على كافة أصعدة الحياة، وبالتالي تخلق وعي وثقافة يتربى ويتبناها الأجيال المقبلة.
وأقول للمرأة: الحياة لا تدوم بين البشرية بدون محبة، كذلك الحياة لا تدوم ألا بكِ، أنتِ قبل كل شيءٍ أنثى مصدر الحبّ والحنان، وأنتِ بانية الإنسان والأوطان وأنتِ كل ما في الحياة من تفاصيل.أنتِ حاضنة الإنسانية. أنتِ تلك النخلة الشامخة التي ترفع رأسها بكبرياء في سماء العراق. أنتِ عزّ العراق الشامخ وخيرهِ الدائم.
أنتِ ذلك اللحن وتلك المعزوفة الخالدة التي تعزف على أوتار الحياة. تهنئتي للمرأة بمُختلف مُسمياتها في يوم عيدها الذي تستحقه بفخر، وأقول تعلمي أن تكوني مثل الوردة: ناعمة مثل أوراقها، صلبة مثل جذورها، خشنة كساقها وطيبة مثل عطرها.