يوسف هو رجل من سلالة داود النبي. اسمه يعني بالعبرية “الذي يَضمُ”، “الذي يحتضن شيئاً ليس له”. يوسف كان لديه مشروعه الخاص لحياته؛ عائلة، اطفال، حياة عادية مثل اي رجل عبري صالح، يخاف الرب ويتمم اوامره. وأول وصية في التوراة هي ان يتكاثر الانسان وينمو فيحصل على نسل. وبدأ يوسف في تحقيق مشروعه، يخطب مريم وينتظر اتمام الزواج.
وفجاة يجد مشروعه يتغير او بالاحرى يتحطم. يجد خطيبته حامل، دون ان يتساكنا. كم هي صدمتك يا يوسف!! كل شىء يسقط ويتلاشى. وامام ذلك لا يُهلُك مريم، لا يًحكم عليها كما كان يجب، لا يُشهّر امرها. ولكنه يقرر ان يرسلها سراً، يبعدها عنهِ فقط دون ان يؤذيها. يوسف يبرر مريم لذا هو بالفعل بار. فالبار هو الذي يبرر الاخرين ولا يدينهم. البار هو الذي يخلص الاخرين ولا يهلكهم وان كان يستطيع اهلاكهم. البار هو الذي يرد على الشر بالخير كما يقول شاول لداود:” انت اكثر براً مني لانك جازيتني خيراً على الشر الذي صنعته لك” (1صم 24: 17).
وعندما يقرر ذلك، يظهر له ملاك الرب في الحلم ويقول له: “يا يوسف ابن داود، لا تخف ان تأخذ أمرأتك مريم الى بيتك” (مت 1: 20). لا تخف ان تضمها الى بيتك، لا تخف ان تحتضن الابن الذي سيولد منها في بيتك، والبيت يعني العائلة. لا تخف ان تضم من ليس لك لديك.
فقام يوسف وفعل كما امره الملاك. تقبّل مشروع غير مشروعه الخاص، تقبَل ان يترك مخططه من اجل مخطط الله. فهو بار ويعلم ان في مخطط الله يتحقق ايضاً مشروعه الخاص بطريقة اعمق واكبر واجمل، ولكن ايضاً بطريقة مختلفة. يوسف يحتضن ابنا ليس بابنه، يوسف يضم لبيته امرأة لن تكون زوجته. يوسف بهذا يحقق رسالته الكامنة في اسمه، في هويّته. فمشروع الله هو تحقيق لذات الانسان قبل ان يكون تحقيق لمخطط الله.
يوسف البار هو كلمة لكل من يرى ان الله يدعوه ان يغير طريقه، ان يغير اتجاهه، ان يحتضن شيئا لم يفكر فيه؛ دعوة، زواج، بتولية، حدث لم يكن ينتظره…. يوسف هو كلمة له، تحثه ان يتشجع، ان لا يخاف ان يأخذ هذا في بيته…..
عيد مبارك.