بعد أن أعلن قداسة البابا عن تكريس سنة للرحمة، ودعا الجميع إلى سرّ المصالحة مع الرب وفرح اكتشاف رحمته، بدأت التساؤلات حول سبب اختياره هذا الموضوع بحدّ ذاته. فهل من جذور في صبا برغوليو دفعته إلى التشديد على الرحمة الإلهية؟ في هذا السياق، نشر موقع "كاثوليك نيوز سيرفسز" cnstopstories.com مقالة لسيندي وودن، ذكرت فيها أنه في بداية حبريّته، قصّ الأب الأقدس على مسامع أعضاء الحركات الكاثوليكيّة ما حصل في 21 أيلول 1953.
"كنت متوجّهاً إلى احتفالات يوم الطلاب، فمررتُ بالرعيّة التي أقصدها عادة. وهناك، وجدت كاهناً لم أكن أعرفه. فشعرت بالحاجة إلى الاعتراف. بالنسبة إليّ، كان هذا اختبار لقاء، إذ وجدتُ شخصاً كان بانتظاري. ولغاية الآن، أجهل ماذا حصل. لا أعرف لما كان ذاك الكاهن هناك أو ما الذي دفعني إلى الاعتراف. لكنّ الحقيقة هي أنّ أحدهم كان بانتظاري، ومنذ وقت. بعد الاعتراف، شعرتُ بأنّ شيئاً تغيّر إذ سمعت صوتاً أو نداء، فاقتنعتُ بوجوب دخول سلك الكهنوت". تجدر الإشارة إلى أنّ البابا فرنسيس يردّد مراراً وتكراراً أنّ الرب هو مَن ينتظرنا في كرسي الاعتراف، حيث نلتقي بإله رحوم مستعدّ دائماً لمسامحة من يطلبون السماح.
من ناحية أخرى، قال الأب اليسوعي جايمس كوركري إنّ تدريب البابا لدى اليسوعيين، خاصّة عبر الرياضة الروحية المتعلّقة بالقدّيس أغناطيوس دي لويولا، كان أساس جذور اختباره الرحمة في صباه. فمبدأ تمارين الرياضة الروحية يبدأ بالتأمّل بخطايانا، وينتهي بدعوة إقامة حوار صلاة مع الله الآب بشأن الرحمة. أمّا بالنسبة إلى شعار البابا "بائس لكن مُختار من قبل الرب" – كما كانت الحال مع القديس متّى – فيُظهر أنّ الأب الأقدس والقديس دي لويولا ينطقان باللغة نفسها فيما يتعلّق بطيبة الرب ورحمته. ويضيف الأب كوركري: "لولا إدراكنا رحمة ربّنا، لبقينا عالقين في أمكنتنا، عاجزين عن التقدّم. فلمَ لا نتقبّل فيض الرحمة وننقلها للآخرين؟"