وعلّق على ما أتى على لسان البابا في كتاب فرح الإنجيل: “إن رسالتي بأن أكون وسط الناس ليست جزءًا من حياتي فحسب أو مجرّد شارة يمكنني نزعها متى شئت؛ إنها ليست لحظة أخرى تضاف الى حياتي بل هي شيء لا يمكنني أن أنزعه من جذوره من كياني من دون أن أدمّر بفعلي هذا نفسي. أنا رسالة على هذه الأرض؛ وهذا هو سبب مجيئي الى هذا العالم”.
وبينما لا يكفّ البابا عن الدعوة الى الانتباه الى الفقراء وإيلائهم اهتمام خاص في حياتنا مركّزًا على الهوّة التي تفصل الغني عن الفقير، تحدّث الكاردينال ماكريك عن لقائه به في مطار بيونس آيرس عندما كان كاردينالاً وقتذاك: “لقد أتى واستطحبني في سيارة فورد حمراء يقودها هو بنفسه وفي الطريق لم يخبرني عن الأمكنة السياحية التي يحبّها بل عن الأمكنة التي تشعره بالقلق كمثل سجن الأحداث أو الأناس الفقراء الذين ينامون تحت الجسر”. وأخبره الكاردينال بيرغوليو بأنه غالبًا ما يزور هذه الأمكنة إنما يشعر بأنه مدعو الى القيام بأكثر من ذلك.
وقال الكاردينال ماكريك بإنّ البابا ركّز أكثر على الكرامة البشرية وعلى رحمة الله ودور العائلة ” إنه يبحث عن كل الأشخاص البشريين وليس الكاثوليك فحسب وهو يدعو دائمًا الى تحقيق وحدة أكبر”. وأضاف بأنه لم ينسَ يومًا في عظته الأولى التي ألقاها في دار القديسة مارتا عندما انتُخب بابا كيف قال: “الله لا يتعب من الغفران لنا إنما نحن مرات من يتعب من طلب المغفرة منه. أنا أظنّ أنه قديس وهو يظنّ بأنه خاطىء”.
وأما رئيس الأساقفة برنارديتو أوزا، ممثل الفاتيكان لدى الأمم المتحدة فكان له أيضًا تعليق على دور البابا بإعادة تنشيط الكنيسة وهذا ما يحفّز الجميع على التبشير بفرح. إنّ عظات البابا فرنسيس من دار القديسة مارتا “أصبحت كنزًا من التأملات العميقة والعملية لكلمة الله الموجودة في القراءات الليتورجية” وإنّ قراءتهم بينما نشرب فنجانًا من القهوة هي طريقة ممتازة لبدء نهارنا”. وتابع رئيس الأساقفة أوزا ليقول بإنّ البابا قد أعطى مبادىء توجيهية محددة للواعظ وللعظة فلا مجال لاختلاق الأعذار وإلقاء عظات طويلة ومضجرة وبعيدة عن الهدف”. باختصار، الرحمة والمحبة هما عنوانا عظات البابا في السنتين الفائتتين.