١- أليصابات في شهرها السادس، الملاك أرسل الى الناصرة، مريم تسمع كلام الملاك، مريم “فليكن لي بحسب قولك”. نحن أمام حالة سمع روحيّ بامتياز، بانتظار تحقيقه. فالسمع سيد الموقف. فمن يسمع الى نداءات الله، هو ذاك الباحث بنهم وشغف، عن مشيئة الرب القدوسة، ويسعى بكل صفاء ضميره أن يتممها بحب، وذلك في واقعه وعائلته وقراراته ومواقفه وأعماله.
٢ السماع يتطلب: الإقتداء بمريم، أي بالإصغاء الى كلام الله والحوار معه، من خلال عيش حياة روحية صحيحة. ان أتحوّل بشكل تدرّجي الى حالة صلاة دائمة، إنه موقف القلب المنفتح على عمل الروح القدس.
٣- السماع والتنقية: ولكي يسمع الإنسان، عليه أن يعمل على تنقية سمعه من كل اوهام العالم الباطل ومن كل كلمة لم تخرج من فم الله، وبالتالي ان يتعلّم المغامرة في عيش الحب.
٤- القرار: القرار أنها المرحلة الأخيرة بعد السماع والحوار، في القرار تتوضح نوعية المعرفة والفهم لعمل الروح، ثم يأتي الجواب ال”نعم” الدائمة لله،
٥- لنعم الفاعلة: هي الجواب على كلمة الله، تتضمن: الوعي الحر والمسؤول والمحب تجاه الذات والهوية والكيان والوجود، وتجاه استقبالي لعطية الله المجانية في حياتي، عطيته- ذاته يضعها الله في متناولنا، إنها نعم الله المجانية، فإما ان نسمعها ونقبلها وندخلها الى قلبنا، أو نظل على مثال حواء القديمة، التي كان سمعها منرحف ومشورتها مزيّفة وخدّاعة، النتيحة، فعل الموت.
فيا مريم سيدة البشارة، علمينا كيف نسمع ونعمل بحسب إلهامات الروح القدس في حياتنا وعائلاتنا ومجتمعنا ووطننا. آمين.