كيف نعرف أنّ الله موجود؟ (2)

الرب خالقنا موجود دائماً، حتى لو لم نشعر به

Share this Entry

بعد أن كنّا قد بدأنا بعرض النقاط التي تشير إلى وجود الرب في حياتنا اليومية، نستكمل اليوم الجزء الثاني ممّا نشره موقع catholic-link.com ضمن مقالة سيلفانا راموس.

عندما نرى روائع الخلق، نكون شهوداً لها، ويذكّرنا الرب عندها أنّ عجلة العالم تدور بنظام مدروس بعيد عن الارتجال.

ومن بين تلك الروائع، نتوقّف عند الغيوم التي تأتي ثامناً لتذكّرنا بوجود الله. من منّا لم ينظر إلى الغيوم ويفكّر باللانهاية؟ ومن لم يتذكّر أنه مدعوّ لعيش الحياة الأبدية؟

وفي نطاق الحياة الأبديّة، نذكر غالباً أحبّاءنا الذين انتقلوا قبلنا. لكنّ الرب يعزّينا دائماً، ويعدنا بلقائهم في الأبدية.

وفي انتظار الوصول إلى الأبدية، نحتفل بالحياة مع أصدقاء لنا يشاركوننا اختباراتنا وذكرياتنا وأيّامنا بحُلوها ومُرّها. من هنا، نستخلص أنّ الصداقة هبة رائعة من الله.

أمّا فيما يتعلّق بالأولاد، فهُم بالتأكيد نعمة، خاصة عندما يرى الأهل أولادهم يحبّون بعضهم البعض، فتُظهر لنا قبلة بريئة مثلاً وجود الرب، ضمن تعليم الحبّ من الصغر.

وبما أنّ الطفولة لا تخلو من “إساءة التصرّف”، يجب أن نعرف أنّ الأولاد الذين يدركون مباشرة أنهم أخطأوا، يشعرون بالندم. فيكون الرب بهذا يرشدهم نحو تصحيح فعلتهم.

في سياق الحديث عن الحبّ، نشعر أحياناً بالامتنان عندما نعطي من أنفسنا بدافع الحب، تماماً كما يحبّنا الرب.

لكن هذا الشعور لا يكتمل إلّا بمساعدة الآخرين، فالحبّ يعني العطاء والخدمة والمساعدة التي تجعل قلبنا ينبض فرحاً.

أمّا النقطة الخامسة عشرة فتتمحور حول رؤيتنا فرح من كرّسوا حياتهم للرب. وما نراه ظاهرياً هو إشارة إلى كون حياتهم تعكس الفرح النابع من الوحدة مع الرب الذي يرافقهم دائماً.

بالنسبة إلى النقاط الثلاث الأخيرة، يتمحور أوّلها حول إدراكنا عظمة القوّة الخلّاقة لدى البشر بكلّ ما توصّلوا إليه، بسبب ما نفخه فينا الخالق.

لكن بعد هذا الإدراك، نتذكّر أنّ الحياة مؤقتة وسريعة الزوال، ونتمنّى لو أنها أبدية. إنها العلامة على كون الرب يحضّرنا لحياة بلا نهاية.

وأخيراً، لا شيء يضاهي شعورنا بأنه لدينا الكلمة المناسبة أو الحلّ أو الإلهام في الوقت المناسب، لكننا نجهل مصدره. وهذا خير دليل على أنّ شخصاً آخر قربنا يهمس في أذننا، ويعتني بنا دائماً!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير