حضر القداس راعي ابرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي بشارة حداد والمطران اندره حداد، الأب مارون جبور ممثلاً المتروبوليت اسبيريدون خوري، رئيس دير مار انطونيوس الكبير الأب شربل فياض، النواب طوني ابو خاطر، ايلي الماروني وشانت جنجنيان، النائب السابق سليم عون، مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود، المحامي ميشال بالش ممثلاً رئيس بلدية زحلة، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، الرئيسة العامة للراهبات اليسوعيات الأم دانييلا حروق، وعدد كبير من الكهنة والرهبان والراهبات، ووفود شعبية حضرت خصيصاً من صيدا والجنوب والجبل وبيروت.
بعد الإنجيل المقدس القى المطران درويش كلمة توجه فيها بالتهنئة للرهبانية المخلصية ومما قال :” اريد ان ابارك لكم بهذا العيد المبارك المقدس، عيد سيدة البشارة الذي هو عيد وطني يجمع ابناء الوطن بكافة مكوناته، واريد ان ابارك للرهبانية المخلصية هذا النهار، وهي مناسبة لكي اشكرهم على تعبهم وخدمتهم هذه الأبرشية المباركة، وبخاصة اريد ان اشكر اباء هذه الرعية على نشاطهم وتفانيهم في خدمة الرعية والأبرشية فقد جعلوا هذه الرعية خلية نحل تعج بالنشاطات. واليوم عندما ندشن بيت ابونا بشارة ابو مراد نريد ان نصلي من اجل الكنيسة لكي يعلن ابونا بشارة قديساً في وقت قريب جداً، على كل حال نحن ابناء زحلة طوبناه قديساً منذ سنوات ونطلب شفاعته منذ ان تعرفنا اليه. وفي هذه المناسبة اريد ان اذكركم ان ابونا بشارة بقي سنة كاملة ناسكاً في هذا البيت يصلي ويتلمس دعوته، لذلك نطلب منه اليوم ان يرسل للرهبانية المخلصية ولكنيسته دعوات رهبانية رجالية ونسائية مقدسة لكي تخدم هذه الكنيسة”
ثم كانت كلمة للرئيس العام للرهبانية الأرشمندريت انطوان ديب تحدث فيها عن صفات الأب بشارة وتواضعه وحبه للصلاة فقال ” نجنمع في هذا اليوم المبارك، يوم البشارة ويوم ابونا بشارة،في كنيسة ابونا بشارة ورعيته، في جو من الرجاء والأمل لنخرج ولو قليلاً من الجو المظلم والظالم الذي يعيشه عالمنا اليوم، جو القلق وهموم الحياة لنتسكين الى راحة والى اطمئنان يأتينا من فوق، ينعكس من وجه مجلل ببياض الشيخوخة وطهر الحياة ويتفجر من وراء رخامة في دير المخلص من قبر يحتوي ذخيرة ثمينة صقلتها فضيلة صلبة قوامها الصمت والصلاة، اماتة الذات لإحياء الآخرين”
وأضاف ” عندما نتكلم عن الأب بشارة نقع في حيرة كبيرة، فهو فريد في قداسته، فريد في كهنوته، وفريد في حياته الرهبانية، عاش على مثال معلمه الإلهي، اخلى ذاته من كل شيء كي يتحرر من قيود هذا العالم ويحرر العالم معه. اذا اردنا ان نعرف ان كان الأب بشارة قديساً ام لا، اسألوا الغرفة التى قضى فيها ايامه ولياليه راكعاً وصلياً لربه في الخفاء، اذهبوا واسألوا الكنائس التي كان يلتقي فيها بحبيبه الإلهي، بدءاً من هذه الكنيسة التي نحن فيها كنيسة مار الياس التي اكتشف فيها بذور دعوته، الى كنيسة دير المخلص وكنائس دير القمر والودايا وكنيسة مطرانية صيدا، لو كان لحجارة هذه الغرف فم لقالت بأن ابونا بشارة قديس لأنه كان يمضي وقته عند حبيبه”
وتابع ” ابونا بشارة كان ابن بيئته، رجلاً عائشاً بين الناس لا في صومعة ناسك، فهو ابن مدينة زحلة وعاش غالبية حياته الرسولية في مدينة دير القمر ووديانها ومدينة صيدا، عاش مع الناس، عرف همومهم وتلمس مشاكلهم الزمنية والروحية، حاول حلّها بالقليل الذي كان بين يديه، لم يتوان عن فتح مدرسة لتعليم الصغار، وعن اعمار كنيسة لجمع الرعية وعن الإتصال بهذا او ذاك من المتولين لفعل الخير”
وتوجه ديب بكلمة شكر ” بإسم الرهبانية وبإسم ابونا بشارة، الى محسنين ومحبين ارادوا تكملة رسالة ابونا بشارة، وبنوع خاص اشكر السيدة غانا يمين التي تكفلت وتبرعت بشراء بيت اهل ابونا بشارة بمحبة وسخاء وصمت، كما اشكر السيد جورج سليم شمعونوزوجته رانيا لتبرعهم بترميم بيت ابونا بشارة، اشكر المهندس ايلي عطالله والأخت ديما شبيب، واشكر رئيس دير مار الياس السابق الأب الياس مايو الذي عمل بجد ومحبة في ترميم هذه الكنيسة وسهر على شراء وترميم البيت، اشكر الرئيس الحالي ومعاونه الأب نضال جبلي الذي منذ استلامهمسؤوليته بمحبة وتفانٍ واخلاص قام بالسهر ومتابعة تأثيث البيت والتهيئة لهذا الإحتفال المهيب . كما اتوجه بجزيل الشكر لراعي الأبرشية المطران عصام يوحنا درويش على سهره الدائم ورعايته هذا الإحتفال، ورعايته لكل ابناء الرهبانية المخلصية الذين يعملون في هذه الأبرشية، كما اشكر اصحاب السيادة الذين شاركونا اليوم وممثليهم وكل الحضور “
وختم ” ان بيت ابونا بشارة ستكون رسالته الأولى والأساسية خلق واحة روحية في هذه المدينة الى جانب الواحات الموجودة، تقوم على سر التوبة والسجود للقربان المقدس، وهذا ما كان غالياً جداً على قلب الأب بشارة، هذا البيت بكل بساطة هدفه تجسيد روحانية الرهبانية المخلصية وروحانية ابونا بشارة”
وبعد القداس توجه الجميع في موكب صلاة تتقدمه موسيقى الكشاف الى منزل الأب بشارة القريب من الكنيسة، حيث قام المطران درويش والأرشمندريت ديب والأب جبلي بقطع شريط الإفتتاح ، وجرى دهن مذبح الكابيلا بزيت الميرون المقدس، ورشت ارجاء البيت بالماء المقدس.