علامة يقاومها الأضداد والكذبة، بينما أعطاها الملك لخائفيه كي يهربوا من وجه القوس (مز ٤٦ : ٩)، الذين يقاومونها يعتبرونها لعنة، بينما سيدنا حمل اللعنة هذه نيابة عنا لكي يفدينا من اللعنة الأبدية التي حلت علينا بمخالفة الوصية، يقاومونها معتبرين أنها جهالة لأنهم لم يقدروا أن يفهموا ما لله، إنها ليست جهالة لكنها هي القوة والحكمة الحقيقية، وكل من ينكر هذه العلامة (علامة الصليب) ويقاومها يهلك لأنه لم يتعرف على عقاقير الخلاص ولا على الأدوية المؤدية إلى الحياه، التي هي قوة الله وحكمته، وفداؤه وغفرانه الثمين.علامة خلاصنا المقدسة وفخرنا وتهليلنا وغلبتنا ومركب نجاتنا المضيئة بالقضيب الكريم المعطي حياة ذهبية مصفاة بعود خشب اللوز المجمل بدم الحمل فصحنا الشريف البرئ من اي عيب..الذي اشرق علينا بنور خلوده كحجر المغنطيس مجتذبا الجميع لاغصانه العطرية في كرمته المشتهاه .
فالصليب مقسم إلى أربعة أجزاء هي أربعة مساقط أو (فروع) من المركز الذﻱ ينجمع فيه الصليب كله، لأن المصلوب بسط يديه في الساعة المحتومة ليفدﻱ الجميع وليجمعهم في حضنه، مقربًا الطبائع في وحدة منسجمة ليعرفوا ما هو الطول والعرض والعمق والعلو، كل ما هو في السماء وما بين السماء والأرض وما تحت الأرض.
إن علامة صليبك يارب تُقاوم بينما هي نور إعلان خلاصك للأمم وهي الشجرة العتيدة ذات الأبعاد السماوية التي ارتفعتْ من الأرض إلى السماء، وأقامت ذاتها غُرسًا أبديًا بين السماء والأرض، لكي ترفع المسكونة وتضمها إليك، إن صليبك يقاوم بينما هو طريق رباط المسكونة، وإن كان ليس الكل يقبلون علامتك لكنها ستبقى علامة الشفاء والخلاص والنصرة والمصالحة والتبرير والغفران حتى ولو هلك ربوات من المقاومين لها.
إن علامة صليبك عند القوم الهالكين جَهالة ؛ أما عندنا نحن المُخلَّصين فهي رحمة وحياة، لذا نحمل صليبك لأنك حملته من أجلنا أيها القدوس والبار، إننا نؤمن بعلامتك الصالحة المُلوكية التي ملكتَ بها على نفوس المؤمنين بك، والتي صنعتها من أجل الخلاص والسر الذﻱ أعطيته لمن يتقونك، و بها قد أزلت اللعنة وهدمتَ حصون الموت وحطّمت قوة الشرير.
علامتك تفوق لمعان الشمس وتخطف الأبصار، لذا أظلمت الشمس عند صلبك لأن صليبك سطع ببريقه فاضمحلّت أمامه كل العناصر واختبأ كل لمعان. علامة صليبك حطمت قيودنا وجعلت سجن الموت كلا شيء، فتحتْ الفردوس وأدخلتْ اللص وكل لص تائب، وأوصلت جنس البشر إلى الملكوت، علامة صليبك أزالت عَتمة الخطية وبؤس الإثم وعُقدة الذنب والمذلة والعار.
إنها ليست ضعفًا لأنك بها أظهرتَ ما هو أعظم من القوة، ألوف وربوات من الذين فتحت الهاوية فاها وابتلعتهم، فإذا بصليبك المُحيي يشرق عليهم ويُرجعهم من السبي مع كل مَفدييّ الرب. صليبك يأتي بنا إلى صهيون بالترنم وعلى رؤوسنا فرح وابتهاج أبدﻱ. صليبك جعل المؤمنين بك يتركوا أرضهم ومقتنياتهم وكل مالهم وراء ظهورهم من اجل ان يكونوا مع المصلوب رافضين ان ينحنوا للكذاب القتال للناس ،صليبك حمله شعبك حتي ولو خسروا كل شئ ليربحوك ،وبك وحدك هم اعظم من منتصرين علي كل سفاحي ومجرمي هذا العالم البائس .
ونحن نثق أن علامة صليبك ستحمينا وتحفظنا وتنجينا إلى التمام مهما كانت آلام هذا الزمان الحاضر، فستنهزم كل قوى الشر، وسيهرُب الحزن والتنهد وكل مخاض الخليقة لأنك شمَّرت عن ذراع قدسك أمام عيون كل الأمم، لترى كل أطراف الأرض خلاصك (إش٥٢ : ١٠)، ونحن بإشارة صليبك سنغلب عماليق ونطفئ قوة النار ونخرج الشياطين ونسد أفواه الأسود، فعلامة صليبك لا تُقاوَم.