شجّع الأب رانييرو كانتالاميسا المسيحيين على استقبال “تيار النعمة” من خلال التجدد بالروح القدس: “يجب علينا أن ننفتح الى عمل الروح مهما كانت الظروف التي نمرّ فيها… إنّ المهمّ هو ألاّ نبقى خارج هذا التيار…، بل أن نرى فيه مبادرة الله لنا وفرصة من أجل الكنيسة وليس تهديدًا أو تسللاً غريبًا داخل الكاثوليكية”.
ألقى الأب رانييرو كانتالاميسا الكبوشي، واعظ الدار الرسولية عظته الخامسة في زمن الصوم المتمحورة حول: “الشرق والغرب أمام سر الثالوث” يوم الجمعة 27 آذار بحضور البابا وأعضاء الكوريا الرومانية.
وجاء في كلام الأب رانييرو: “بهدف أن نفهم بشكل أفضل الخلاص المسيحي، على “العالم اللاتيني أن يصوّب نظره نحو الشرق من أجل أن يغتني به وبطريقة أخرى أن يصحح طريقته برؤية الفداء الذي قام به المسيح من أجلنا”.
وذكر الأب كانتالاميسا قاموس العالم الروحاني لبراردي حيث فسّر الفرق ما بين رؤية الخلاص في الشرق ورؤيته في الغرب: “إنّ هدف الحياة بالنسبة الى المسيحيين اليونانيين يبقى في التأليه. وهو ما يسميه مسيحيو الغرب بالوصول الى القداسة. إنّ الكلمة صار جسدًا بحسب اليونانيين بهدف أن يستعيد الإنسان صفة التشبّه بالله بعد أن كان فقدها نتيجة خطيئة آدم وحتى يؤلّهه. بالنسبة الى اللاتين، لقد أصبح إنسانًا لكي يخلّص البشرية… دفع الدين أمام عدالة الله”.
"إن كانت العقيدة الشرقية بفكرتها المتسامية عن كِبر وكرامة الإنسان المخلوق على صورة الله سلّطت الضوء على إمكانية التجسّد فالعقيدة الغربية من خلال الإصرار على الخطيئة وعلى بؤس الإنسان سلّطت الضوء على ضرورته”.
من هنا يركّز بليز باسكال على الفكرة الآتية: “معرفة الله متناسين بؤسنا تولّد الكبرياء. الغرق في بؤسنا متناسين الله يوصلنا الى اليأس. إنّ معرفة يسوع المسيح هي الحل الوسطي لأننا من خلاله نجد أنفسنا ونجد الله ونتذكّر بؤسنا”.
وتابع الأب كانتالاميسا بأنّنا نشهد منذ وقت طويل تغييرًا تاريخيًا… بالنسبة الى الواعظ إنّ على “تيار النعمة أن ينتشر في كل الكنيسة وأن يتوزّع فيها كما يمرّ التيار الكهربائي في الكتلة” وذكر الطوباوي بولس السادس الذي وصف التجدد بالروح القدس “كفرصة أمام الكنيسة والعالم” يوم استقبل المسؤولين في 19 أيار 1975. ثم أشار الى أنّ الهدف الأساسي للحياة المسيحية يتحقق من خلال الانصياع الى الروح القدس.
وتابع كانتالاميسا: “أنا لا أقول بإنه على الأشخاص الذين يلتقون في هذا “التيار من النعمة” يعيشون هذه الصفات إنما أعلم أنّ الجميع، حتى من هم الأكثر بساطة، يتوقون الى عيشها في حياتهم”.
ولفت الأب كانتالاميسا:”حتى الصورة التي نعطيها عن الحياة المسيحية هي مختلفة: فنجد مثلاً مسيحيًا فرحًا لا يشعر بأي من التشاؤم الذي لطالما لامنا عليه نيتشه. إنّ الخطئية ليست تافهة لأنّ واحدة من مفاعيل مجيء البارقليط الى قلب الإنسان هي أن يخزي العالم على الخطيئة “فهو متى جاء أخزى العالم على الخطيئة والبر والدينونة. أما على الخطيئة فلإنهم لا يؤمنون بي” (يو 16: 8).
في الختام شجّع الأب كانتالاميسا على استقبال “تيار النعمة”: “ليس علينا أن ننتسب الى هذه “الحركة” أو الى أي حركة أخرى إنما علينا أن ننفتح الى عمل الروح مهما كانت الظروف التي نمرّ فيها. لا أحد يستطيع احتكار الروح القدس. المهم هو ألاّ نبقى خارج هذا التيار من النعمة الذي يسير تحت أشكال شتى في كل المسيحية وأن نرى فيه مبادرة الله لنا وفرصة من أجل الكنيسة وليس تهديدًا أو تسللاً غريبًا داخل الكاثوليكية”.
***
نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية.